عرفت أسعار الخضر في الآونة الأخيرة التهابا مفاجئا لم يستسغه أغلب المواطنين خاصة ونحن لسنا بانتظار أية مناسبة، وهو العرف الذي لطالما التزم به التجار، بحيث يتفاوتون على الرفع من الأسعار عند اقتراب المناسبات الدينية، لكنه على غير العادة عرفت أسعار الخضر ارتفاعا ملحوظا أما الفواكه فحدث ولا حرج خاصة وأنها أصبحت في متناول الطبقة الغنية دون سواها كون أن أقل ثمن لأي نوع من الفاكهة لا ينزل عن 150 دينار للكيلوغرام الواحد والسعر مرشح للارتفاع طبعا· المار بأسواقنا يدهش للوتيرة التي تشهدها أسعار الخضر والفواكه في هذه الآونة بالذات خاصة وأن الارتفاع مس جميع أنواع الخضر التي كانت أساس تقوت أغلب الأسر على غرار الفلفل بنوعيه والباذنجان والطماطم والكوسة وحتى البطاطا لم تعد تنخفض، الرديئة منها ولا نقول الجيدة عن 45 دينارا جزائريا، وهي الأمور التي استاء منها الأغلبية بحيث عجزوا عن ملأ قففهم اليومية بما يحتاجونه من كيلوغرامات خلال أسبوع كامل وانخفضت الكمية إلى بعض الغرامات فيما راحت أسر أخرى إلى الحبوب والمعجنات لاسيما وأن الطقس لا يتلاءم مع تلك الوجبات وهي توافق أكثر موسم الشتاء والبرد، لكن بعض الأسر لم تجد من حيلة أمامها سوى الاهتداء إلى ذلك الحل الذي يغنيها عن الدخول في متاهات تلك الأسعار التي ضاقت منها ذرعا وصارت تثقل كاهلها من حين لآخر· وفي جولة خاطفة لبعض الأسواق عبر العاصمة وضواحيها وقفنا على تلك الأسعار التي لا تخدم البتة جيوب المواطنين خاصة في بعض المقاطعات الراقية ومس الارتفاع حتى بعض النواحي الشعبية وكأن قصد هؤلاء التجار هو الانقضاض على جيوب المواطنين والزيادة في متاعبهم· وما لاحظناه أن الارتفاع مس أغلب المواد التي يعمد عليها المواطنون في استهلاكهم اليومي على غرار الفلفل بنوعيه الذي لم ينزل عن 90 و100 دينارا، الطماطم 70 و90 دينارا، الفاصولياء الخضراء 120 دينار، الشمندر السكري 70 دينارا، البصل 40 دينارا، حتى البطاطا لم تنخفض عن 45 لترتفع إلى 55 دينارا بالنسبة للنوعية الجيدة· وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم عن تلك الوتيرة المرتفعة التي تشهدها الأسعار فقال أحدهم إن المواطن أصبح يعجز عن ملء قفته وبعد أن كنا في السابق نملأها بكيلوغرامات عديدة ها نحن نتجه إلى الرطل ونصف الرطل كون أن الأسعار التي أعلنها بعض التجار لا تخدمنا البتة ولا تتوافق مع قدراتنا الشرائية سواء تعلق الأمر بالخضر التي عرفت ارتفاعا ملحوظا أو الفواكه التي أضحت أسعارها نارا على المواطنين وغابت عن بيوتهم ولم تعد تجلب إلا للشخص المريض الذي يحتاج إلى بعض المقويات والفيتامينات، بحيث وصلت أنواع منها إلى حدود 300 دينار للكيلوغرام الواحد على غرار الخوخ، وختم بالقول إنه وجب على بعض التجار التعقل ووضع القدرة الشرائية للمواطنين ضمن أولوياتهم·