يعرف الطريق المؤدي إلى حديقة التجارب بالحامة، من جهة فندق السوفيتال اختناقا مروريا خلال نهاية الأسبوع، ما يستدعى تدخل أعوان الأمن لتنظيم المرور، خصوصا عند مخرج النفق، فيما يظهر أن السبب راجع للضغط الكبير على موقف السيارات المخصص لزوار الحديقة، والمقابل لها، وامتلائه عن آخره وعدم وجود أماكن كافية لاستيعاب المئات من الزوار الذين يتوافدون عليها يوميا مما يضطرهم للانتظار لدقائق وساعات إضافية، أو التوقف على جانب الطريق. العدد الهائل من الزوار خلق نوعا من الفوضى نظرا للاكتظاظ الكبير خصوصا عند شبابيك بيع التذاكر، ما صعب من مهمة أعوان الشبابيك بسبب قلة صبر بعض المواطنين ورفضهم انتظار أدوارهم، ومن خلال الجولة التي قادتنا الى الحديقة المذكورة نهاية الأسبوع لمسنا مدى توافد الزوار عليها، والأعداد الغفيرة سواء من العائلات أو الشباب، ممن يختارون التجول بين أجنحة الحديقة، أو بين قسميها الفرنسي والانجليزي للاستمتاع بالطبيعة الخلابة، وهدوء المكان أما العائلات، فتتجه غالبا إلى حديقة الحيوانات للمشاهدة والتعرف على مختلف الحيوانات التي جيء بها من مختلف مناطق العالم. جولات العائلات في الحديقة لم ينغصها لدى بعضها غير التذمر الذي لمسناه لدى عدد منها نتيجة انزعاجهم واستيائهم من الروائح الكريهة المنبعثة من أقفاص الحيوانات، والمياه القذرة المتسربة منها، وهو ما دفع معظم الآباء لمنع أبنائهم عن الاقتراب من الحيوانات لاعتقادهم في عدم نظافتها، وإمكانية إصابة أطفالهم ببعض الأمراض نتيجة لذلك. من جهة أخرى أبدى بعض الزوار استياءهم من الحراسة المشددة التي فرضها الحراس عليهم، فيما أرجعها هؤلاء الى الطريقة التي يتعامل بها المواطنون مع أبنائهم وتركهم الحرية لهم، فالأطفال يتصرفون بطريقة مزعجة مع الحيوانات كتقليد أصواتها والاقتراب من أقفاصها والصراخ عليها، وهي تصرفات تخيف الحيوانات وتقلق راحتها. أما الأجنحة الأخرى للحديقة فالحراسة كانت أكثر تشددا، لتوعية الزوار بضرورة المحافظة على المساحات الخضراء، وهو الأمر الذي استحسنه بعضهم لوعيهم الكامل بضرورة الحفاظ على الحديقة، التي لا توجد أماكن كثيرة مماثلة لها، حيث تعد حديقة التجارب بالحامة تحفة طبيعية نادرة تزخر بها الجزائر بالنظر لما تحتويه من كنوز طبيعية ومناظر خلابة تدخل البهجة على قلوب الزوار، فيما لم يستجب له البعض الآخر، بل وانزعج له، وهو ناتج لغياب ثقافة حماية البيئة والمحافظة عليها في قاموس بعض الجزائريين للأسف. أمر ثان أثار استياء الزوار، وهو إغلاق الباب الثاني للحديقة الواقع على جهة شارع محمد بلوزداد على الساعة الرابعة زوالا، الوقت الذي يفضله أغلب المواطنين للخروج، وهو ما يجعل توجههم إلى الباب الأول للحديقة أمرا صعبا نظرا لما يتطلبه من وقت. وتجدر الإشارة إلى أن حديقة التجارب بالحامة، ومنذ إعادة افتتاحها في ماي 2009 تستقطب آلاف الزوار يوميا، ويختلف عدد الزوار حسب الفصول حيث وصل عددهم إلى 8 ألاف يومياً في فصل الصيف فيما بلغ في فصل الشتاء حوالي 3 ألاف. وتعد حديقة التجارب بالحامة، واحدة من أكبر و أهم خمس حدائق في العالم من حيث التنوع البيئي وسحر الطبيعة و إبداع الخالق، وتنوع النباتات والحيوانات النادرة المتواجدة فيها، بالإضافة إلى التجهيزات الجديدة، التي وضعت فيها لأجل الحفاظ على المواقع المتعددة بها، والعديد من الترميمات التي مست مختلف المنشآت القاعدية بحديقة التجارب، مثل مدرسة البسْتنة التي أصبحت مدرسة خاصة لتكوين العمال المختصين في هذا المجال والتابعين للحديقة، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة التربية حول أهمية المحيط التي تضم تلاميذ ما بين سن 6 و11 عاما وظيفتها التحسيس بأهمية المحيط وضرورة المحافظة عليه وكذا عيادة بيطرية، وللتذكير، فانه وبغية الحفاظ على الحديقة، فقد تم تجهيزها بكاميرات للمراقبة ومركز للشرطة للسهر على أمن وسلامة الزوار إلى جانب فتح أكشاك تجارية لضمان راحتهم.