قررت إدارة حديقة التجارب بالحامة غلق أبوابها يومي الجمعة والسبت أمام الزوار، بسبب العدد الهائل من العائلات التي تدفقت عليها خلال الأيام الأولى افتتاحها، وهو ما خلق الكثير من الفوضى، حيث أكد عبد الرزاق زرياط مدير الحديقة أن عناصر الأمن المجندين بالحديقة والبالغ عددهم 130 عون لم يتمكنوا من السيطرة على الوضع في الأيام الأولى، وبرر التدفق الهائل للزائرين بغياب المساحات الخضراء على مستوى العاصمة، والتي تعد المتنفس الوحيد للعائلات خلال عطلة نهاية الأسبوع. عادت حديقة التجارب، ببلدية بلوزداد في العاصمة، بعد سنوات من الترميم لتستضيف جمهورها العريض، المتمثل في الباحثين في مجال الزراعة و النباتات وكل من يحبون اكتشاف أسرار الطبيعة الخلابة. رحلة البحث عن الجمال تبدأ من الباب الرئيسي، هي رحلة بحث عن الجمال الذي منت به القدرة الإلهية على الناس منذ أن أفرشت الأرض بساطها، لتربط مواعيدها مع محبيها من الراغبين في اكتشافها، وإذا كان الهدف واحد بالنسبة للعائلات الجزائرية عبر كافة الولايات وهو الراحة والاستجمام، فالهدف هذه المرة يختلف لأن حديقة التجارب تمنح لمحبيها فرصة التعليم والتثقيف في أعماق البيئة. سعر متنوع للتذاكر وتخفيضات معتبرة لفئات من المجتمع من بين أهم الإجراءات التي اعتمدتها حديقة التجارب لاستقطاب الجمهور، تخصيص أسعار متنوعة للتذاكر حسب الفئات المتنوعة من المجتمع، حيث تتراوح الأسعار ما بين 30 و60 دج بالنسبة للبالغين والأطفال، ويتوقع أن تحدد في القريب العاجل مبالغ خاصة بفئة المعاقين، وكذالك المتقاعدين الذين يتوافدون بأعداد هائلة إلى الحديقة من أجل استعادة ذكريات الصغر مع الأصدقاء. وفيما يخص الجمعيات والأفواج الكشفية والمدارس فإنهم سيستفيدون من تخفيضات رمزية حيث خصص يوم الاثنين لهم. وفي السياق ذاته، كشف مدير الحديقة السيد، زرياط عبد الرزاق، في دردشة جمعته مع "الفجر" عن مشروع إنجاز مدرسة خاصة للرسم بالتنسيق مع مدرسة الفنون الجميلة، حيث يقوم الأطفال برسم الحيوانات والنباتات التي يشاهدونها، بالإضافة إلى وجود مرشدين يعملون علي تلقي التلاميذ مختلف الدروس البيئية، وخصص يوم الخميس مساء، لتجريد الأطفال المشاركين من طرف أوليائهم. وأشار المتحدث إلي أن إدارة الحديقة استحدثت موقف للسيارات والذي يتسع ل 250 سيارة. معرض طبيعي ومركز للاستقبال ومتحف.. ومشاريع أخرى استحدثت الحديقة لأول مرة معرض طبيعي جزائري مئة بالمائة، يضم نماذج من النباتات من مختلف المحميات والحدائق المتنوعة . وحسب نفس المسؤول فإن هذه الخطوة تهدف إلي تشجيع التنوع البيئي في الجزائر وتعريف الزوار بمختلف النباتات والاشجار التي تتميز بها كل منطقة. وتأتي هذه العملية لإنقاذ عدد كبير من النباتات الجزائرية من الانقراض على حد قوله ،مضيفا بان الحديقة تعززت بمكتب للاستقبال لتوجيه الزوار واستعلامهم في كل ما هو موجود بالحديقة، حول انواع الأزهار، الحيوانات، نشاطات الحديقة. ويعمل المكتب كذلك على إعلام الناس بالنظام الداخلي للحديقة والذي يضم العديد من البنود الصارمة التي جاءت بهدف الحفاظ علي خصوصية الحديقة وثرواتها النادرة، هذا وبالإضافة إلى متحف الذي يحتوي على تمساح محنط، وكذا صور للحديقة وأشياء أخري. ويتوقع في القريب العاجل أن يتم الإعلان عن موقع في الانترنت خاص بالحديقة والذي يحوي على كل المعلومات الخاصة بالحديقة . إلى جانب محل للذكريات، تباع فيه أقمصة مدون عليها اسم حديقة التجارب من طرف تلاميذ مدرسة الفنون الجميلة، وكذا تماثيل وصور وغيرها. مدرسة خاصة لتكوين البستانيين وإجراءات صارمة بالحديقة قامت إدارة الحديقة مؤخرا بتنظيم دورات تكوينية للبستانيين الذين توكل لهم مهمة الرعاية الدورية للنباتات بمختلف أشكالها وأنواعها، وهو ما يتطلب اطلاعهم علي خوصصة نبتة معينة، لتمكينهم من الاحترافية في مجال رعاية النباتات. وتم الشروع حاليا بتكوين الفريق الأول، كما تحتوي المدرسة أيضا على مربعات للنباتات العلمية التي وضعت بهدف الحفاظ عليها و تعريف الطلبة و الأطفال بها . وحسب مدير الحديقة فإنها استقبلت حوالي 1500 زائر في اليوم الأول من افتتاحها، و900 آخرون لم يتمكنوا من الدخول، هذا ما أدي إلى إلحاق عدة أضرار بالحديقة من طرف المفسدين. ولذلك تم تزويد الحديقة تزويد بحوالي 130 عون أمن من الشرطة وكلاب حراسة لضمان أمن الزائر. بالإضافة إلى تزويد المكان ب 200 جهاز مراقبة قصد ضمان الأمن و الراحة للزائر، وهذا ما استحسنه مرتادو الحديقة. وحسبما صرح به ( م .ف) أحد الأعضاء المكلفين بترميم المكان، فإن نفس المكان سيزود بأحسن الأجهزة و التقنيات في المستقبل القريب، لأن مثل هذه الأماكن تستحق العناية من طرف المسؤولين.. يضيف نفس المتحدث. وبهذا الشأن أفاد المتحدث أنه يمنع إدخال المذياع والكرة وحتى جلب الوجبات إلى الحديقة، لأن هذا من شانه أن يلوث المكان ويعيق عمل أعوان النظافة الذين يبلغ عددهم 48. وأوضح أن الأوساخ التي يتم جمعها في الحديقة يتم تحويلها إلى وسائل تستفيد بها الحديقة وهي عملية فريدة من نوعها في الجزائر على حد قوله، وكذلك كون الحديقة أيضا تحتوي علي مطاعم تتوفر على نظافة تامة و بأسعار معقولة. أجانب من كل أنحاء العالم وحديقة لأغرب الحيوانات على المستوى العالمي من الطبيعي أن نلتقي في الحديقة عائلات من كافة ربوع الوطن الجزائري، لكن من المدهش أن نصادف أجانب من كل أنحاء العالم، الصينيون والفرنسيون وحتى الكنديون حاضرون في الحديقة. جون مايكل من الزمبابوي مقيم بالجزائر أبدى إعجابه بهذا المكان "إنني أتصور نفسي في"سنترال باراك" في نيويورك، كون الحديقة تحتوي على نباتات بالغت القرن من عمرها". ومن حسن حظ الزائر للحديقة، أنه سيتمتع بمشاهدة أروع وأغرب الحيوانات، إلى جانب أنواع أخري التي يندهش لها كل كبير وصغير، منها الفهد والنمر اللذين يبلغان 20سنة من العمر والثعلب الأشقر والنسر الملكي، بالإضافة إلي عدة أنواع من العصافير وكذلك التمساح الأمريكي الذي يبلغ من العمر 30 سنة، وأنواع عديدة من الماعز....الخ .