مسجد يُحرق هنا.. وآخر يُهدم هناك، إنها الحرب الصليبية على الإسلام ورموزه في أبشع صورها، وهي الحرب التي تتخذ أشكالا مختلفة، وشهدت هذا الأسبوع حدثين مرا على أمة الإسلام المنشغلة بمتابعة مونديال جنوب إفريقيا ومسابقات الجمال وملكات الجمال مرور الكرام، وكأن حرق مسجد وهدم آخر أمر ليس جديرا بالقلق والرد أيضا.. في مدينة ماريتا بولاية جورجيا الأمريكية اندلع حريق، يشتبه وقوف متطرفين وراءه، في وقتٍ متأخِّر من ليلة الاثنين الماضي في المركز الإسلامي بماريتا، أتى على المسجد ولم يحرك شعرة من رؤوس المسلمين عبر العالم، وحده مجلسُ العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) طَالَب مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي بإجراء تحقيق في الجريمة، وهو يعلم أن السلطات الأمريكية تسعد بحرق المساجد أكثر من سعادتها بحمايتها من كل مكروه.. علما أن موجة من الاعتداءات قد شملت عدة مساجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتغنى بالحريات الدينية.. وفي إحدى القرى التركية الواقعة شرق مدينة كوسوفو قام مجرمون مجهولون بهدم مسجد عثماني يرجع تاريخه إلى ما قبل 120 سنة، دون تبرير مقنع، وحين تقدم مسلمو المنطقة بشكاوى للمسؤولين المحليين قيل لهم أنهم سيبنون لهم مسجدا أفضل من المسجد المهدم، قبل أن يتضح أن السلطات المحلية لا علم لها بالقضية وأن متطرفين مجهولي الهوية هم من قام بذلك.. هاتان الحادثتان الخطيرتان تكشفان استمرار الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين بضراوة شديدة، وهما بالتأكيد ليستا حادثتين معزولتين، وإنما تأتيان في سياق حملة لتحطيم كل ما يرمز للإسلام في الغرب، والغريب أن ذلك لا يثير حفيظة النخب الإسلامية، ولا يدفعها للتحرك بجدية.. أما الأغرب من ذلك فهو أنه في ظل الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين، يتواصل دخول الغربيين في دين الله أفواجا، وقد أثلج صدورنا دخول خطيبة اللاعب الألماني ذي الأصول التركية مسعود أوزيل الإسلام على هامش المونديال، ولا يصبح هذا الأمر غريبا حين نقرأ الآيتة الكريمة: (يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).. صدق الله.. وخسئ الكافرون.