الوجه الآخر لدعوة القس الأمريكي المعتوه - بشهادة ابنته- حرق القرآن، هو تعرية واقع الإسلام والمسلمين في ديارهم.. في الأسابيع الأخيرة تم تدنيس العديد من المساجد في الجزائر، وتدنيس عشرات المصاحف بشكل منهجي ومتكرر من طرف ''جهات خفية''، ولم نشهد ردة فعل رسمية بالحجم الذي حدث في أمريكا.. في الأسابيع الأخيرة أيضا، أقدم مناضلون ينتمون لحزب سياسي معروف ومعتمد، على رأسهم منتخبون ينتمون لذات الحزب وباستعمال جرافة ''بلدية الجمهورية''، على هدم مسجد قرية أغريب واجتثاثه من أساساته، دون أن نشهد ردة فعل بعشر الحجم الذي حدث في أمريكا.. في أمريكا دائما. ومنذ هجمات 11 سبتمبر تضاعف عدد معتنقي الإسلام ثلاث مرات، عما كان عليه قبل 1002، وسط أجواء فكرية وسياسية تدفع المواطن إلى التساؤل والبحث ومقارنة الحقائق بحرية بعيدا عن أي ضغط.. مشروع القس جونز، كشف عن رد فعل هائل في أمريكا ''قيادة وشعبا'' دفاعا عن القرآن ومقدسات الإسلام! وعن حق المسلمين في ممارسة شعائرهم باحترام، وزادت من دعم الشارع الأمريكي لمشروع بناء مركز ثقافي إسلامي قرب موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك، يضم مسجدا في إحدى طوابقه! مسجد يبنى هناك، وآخر يهدم هنا.. مصحف يعلى هناك، وآخر يدنس هنا.. ونجد بعد ذلك من رجال السياسة والإعلام والثقافة عندنا، من يندد ويشجب ويلوك بيانات حول قس مغمور ومعتوه لم تتبعه حتى ابنته.. لم نسمع لهم همسا حول ما يحدث في عقر دارهم.. الأحرى بنا أن ''نكنس أمام باب دارنا'' على حد تعبير المثل الشعبي، قبل أن يأتي يوم نسمع فيه بمظاهرات وبيانات قادمة من أمريكا وباريس، تندد بانتهاكات ''أبرهة أغريب'' وأزلامه في حق الإسلام في الجزائر !