يشتكي سكان عين النعجة التابعة إقليميا لدائرة بئر مراد رايس من غياب مرفق صحي يواصل خدماته إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، حيث تضم البلدية مستوصفا واحدا يفتح أبوابه من الساعة 8:30 صباحا إلى غاية الساعة 18:00 مساء، علما أن الفترة من 16:00 إلى 18:00 مساء مخصصة فقط للحالات الاستعجالية، وهو ما يجعل جميع المرضى بعد هذا التوقيت مضطرين للتوجه إلى بلديات أخرى مجاورة· فعلى الرغم من الكثافة السكانية التي تشهدها ذات البلدية، خصوصا بعد عمليات الترحيل الأخيرة التي مست عددا كبيرا من العائلات التي رحلت من باب الواد، الرغاية ودرقانة بالإضافة إلى برج الكيفان التي ساهمت في زيادة الاكتظاظ والضغط على البلدية المذكورة· ومع تزايد الكثافة السكانية وبالتالي تزايد الحاجة للخدمات الصحية، أصبح المركز الصحي (الشهيدان مرسي زوبير وعلي) غير قادر على استيعاب العدد الهائل من المرضى الذين يتوافدون عليه يوميا طلبا للعلاج بمختلف المصالح، إذ يضم المركز أهم الخدمات الصحية التي يحتاجها المواطن كالطب العام، طب الأطفال، طب الأسنان، قاعة علاج عامة وقابلة بالإضافة إلى مصلحة تطعيم الرضع والأطفال، فالمركز يشهد طيلة أيام الأسبوع اكتظاظا كبيرا خصوصا على مصلحة طب الأطفال مما يخلق نوعا من الفوضى تصعب من مهمة عمال المصلحة، فإذا أردت الذهاب للعلاج في هذا المركز ما عليك سوى التوجه في ساعة مبكرة على 7:30 أي قبل ساعة كاملة على موعد فتح أبواب المركز، من أجل حجز الأماكن الأولى للتسجيل وانتظار دورك إلى غاية الساعة 9:30 وهو موعد الدخول عند الطبيب، هذا فيما يخص الفترة الصباحية التي تنتهي على الساعة 11:30، أما الفترة المسائية فتسير على نفس الوتيرة الصباحية ولكنها تبدأ عند 13:00 لتنتهي عند الساعة 16:00 مساء، إذ بعد هذا التوقيت لا يستقبل المركز سوى الحالات الاستعجالية، ومن لا يمكِّنه وقتُه من الذهاب باكرا أو قبل الساعة 16:00 ما عليه سوى التوجه إلى مراكز أخرى في البلديات المجاورة لمقر سكناه· من جانب آخر فإن المشكل الأهم فيما يخص الوقت المخصص للحالات الاستعجالية أنه لا يدوم أكثر من ساعتين أي من 16:00 إلى 18:00 مساء، وكل من أحس بآلام وأوجاع بعد السادسة فما عليه سوى التوجه إلى مستشفى القبة أو زميرلي بالحراش أو المركز الصحي بباش جراح وغيرها من المراكز الصحية المجاورة· وإذا كان هذا يعتبر حلا وجيها ومناسبا، إلا أنه وبالنظر إلى أزمة النقل التي تعيشها مختلف أحياء العاصمة، حيث تتوقف الحافلات عند الساعة 19:00 مساء، فهو يصعب تنقل المريض، خصوصا المريض البسيط الذي لا يملك وسائل نقل خاصة ما يضطره للاستنجاد بسيارات (الكلوندستان) الذين لا يترددون في استغلال الحالة الحرجة للمرضى لمطالبتهم بمبالغ مالية خيالية مقابل نقلهم وانتظارهم ومن ثم إعادتهم، حيث تصل أحيانا إلى 1000دج، أما المرضى الذين تسوء حالتهم في ساعات متأخرة من الليل خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة كالربو على سبيل المثال، لا يجدون بدا غير الخضوع لذلك بغية الوصول لأقرب مستشفى لتلقي العلاج، هذا إذا ما وجدوا سيارات (كلوندستان) أصلا، كحالة مريض مصاب بالربو قال إن أزمة ربو حادة انتابته خلال الأسبوع الماضي على الساعة 3 فجرا استوجبت عليه الذهاب إلى المستشفى، لكن وبمجرد خروجه من منزله زادت حالته سوءا ولم يجد أمامه غير مصالح الدرك الوطني، حيث استنجد بهم وهم بدورهم اتصلوا بمصالح الحماية المدنية التي أتت وأخذته إلى مستشفى (سليم زميرلي) بالحراش، ليتلقى العلاج ويعود من هناك في حدود الساعة 5:30 فجرا عندما بدأت المواصلات، ومثلما قال إنه لم يكن ليتكبد كل هذا العناء لو كانت هناك مؤسسة استشفائية أو مركز صحي يعمل على مدار الساعة· ويبقى مواطنو عين النعجة يعانون في انتظار افتتاح مؤسسة استشفائية تعمل على مدار الساعة في حي 720 مسكن بحلول جانفي القادم، التي بإمكانها التخفيف من معاناة المرضى والمواطنين عموما·