تلعب المناطق الصناعية ببجاية دورا أساسيا في تفعيل النشاط الصناعي والاقتصادي على مستوى الولاية، لكن هذا الدور تراجع في السنوات الأخيرة بسبب عدة عوامل منها ما يتعلق بعنصر التهيئة الذي أصبح غائبا في أجندة المسؤولين المحليين، والمتمثلة في انعدام المرافق الضرورية وغياب الشروط الضرورية التي يتطلبها واقع هذه المناطق. يجري الحديث حاليا على المنطقة الصناعية التابعة لبلدية القصر ، التي ورغم استفادتها من مشروع التوسعة إلا أنها تعاني الأمرين، وما تزال تئن تحت وطأة النسيان والإهمال، نفس الأمر ينطبق على تحراشت بأقبو وهي أكبر منطقة صناعية بالولاية، حيث أعدت الجهة المسؤولة، بعض الإجراءات التنظيمية التي تتعلق بالتسيير والتطوير، لكن الخطوات المجسدة تحتاج إلى تفعيل وتدعيم، وعليه فإن المساهمة في ترقيتها سيدعم مجال الاستثمار ويفتح أبواب المستقبل الواعد للولاية، وفي هذا الصدد يأمل أرباب العمل من الدولة الاهتمام بهذه المناطق، وتوفير لها أسباب النجاح بهدف دعم وتيرة النشاط الصناعي والاقتصادي على مستوى الولاية. وتجدر الإشارة إلى أن الولاية قد شهدت طفرة نوعية في هذا المجال، وسمحت بإحداث نقلة نوعية في الميدان، ودعمت الأسواق الداخلية على مستوى الجهوي والوطني، وهو الأمر الذي يوفر الفضاء الأوسع لتوفير مناصب العمل من جهة والمساهمة في تخفيف حدة البطالة التي ما تزال معتبرة وهي في حدود 23 بالمائة، فمستقبل الاستثمار مرهون بمدى تطوير المناطق الصناعية التي يجب أن تتوفر على المواصفات الدولية والمعايير المطلوبة، ولعل اهتمام الدولة من خلال السلطات العمومية والجهات الوصية بهذا الموضوع من حيث تقنين جانب التسيير ، وتنظيم القطاع سيعطي دفعا قويا للتنمية بالولاية، كما أن الأمر مرتبط ارتباطا وثيقا بنشاط الميناء الذي أصبح اليوم إحدى الوسائل العصرية التي لها قدر كاف من الأهمية في مجال العبور والتصدير، وتنويع مختلف المواد الصناعة وتوفير المواد الأولية وغيرها من احتياجات القطاع. ولعل أهم مشكل تعاني منه السلطات المحلية هو محدودية العقار الصناعي بسبب قلة الأوعية الأرضية والترابية، حيث أن أغلبية الأراضي تابعة للخواص وفي هذا الموضوع يتحتم على الجهات المعنية البحث عن وسائل بديلة لضمان هذا العنصر المساهم في إنشاء مناطق صناعية جديدة على مستوى تراب الولاية، وهناك بعض البلديات التي أشارت إلى حاجتها الماسة لمثل هذه المناطق، والإشارة إلى بلدية بني معوش ، وتيمزريت ،وغيرها، والهدف من ذلك هو التفكير والعمل من أجل تطوير الصناعة السياحة كونها تزخر بمؤهلات طبيعية وتتوفر على المواصفات المطلوبة، والملاحظ أن ولاية بجاية ما تزال تشهد تأخرا ملحوظا في ميدان السياحة، بسبب غياب الثقافة السياحية من جهة والإرادة الحقيقية الفاعلة لتنمية القطاع السياحي من جهة أخرى، باعتبار أن عاصمة الحماديين والمناطق المجاورة هي مرآة طبيعية لثروة سياحية ما تزال عذراء .