تنطلق اليوم الخميس فعاليات البرنامج الثقافي المكثّف المنظّم من طرف مديرية الشؤون الدينية بولاية الجزائر، وهذا بمناسبة حلول الذّكرى ال 57 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى التي تصادف هذا العام موسم الحجّ وعيد النّحر المقدّس لدى جميع الأمّة الإسلامية. ولأن المناسبتين تحملان الكثير من القيم الرّوحية والدينية لدى الشعب الجزائري فإن مصلحة النّشاطات الثقافية بمديرية الشؤون الدينية اغتنمت هذه الفرصة لتقيم العديد من المحاضرات والنّشاطات المصاحبة لها، والتي تمتدّ على مدار أسبوع كامل تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية وبالتعاون والتنسيق مع عدّة هيئات مختصّة أو تابعة كالمساجد والولاية· وللعلم، فإن هذا البرنامج سيفتتحه وزير الشؤون الدينية اليوم بدار الإمام بالمحمّدية، حيث ستنظّم ندوة تاريخية تحت عنوان (البعد الرّوحي لثورة أوّل نوفمبر)، والتي سيحضرها العديد من المجاهدين الذين عايشوا هذه الأحداث، بالإضافة إلى إطارات بوزارة الشؤون الدينية ومجموعة هامّة من المختصّين والباحثين في تاريخ الجزائر. وتهدف هذه المبادرة التي هي في الأصل مخصّصة للأئمة إلى منحهم المبادرة من أجل المشاركة في مثل هذه النّدوات التاريخية، إذ صرّح السيّد ليشاني وهو رئيس مكتب الثقافة والإعلام على مستوى مديرية الشؤون الدينية للعاصمة، ل (أخبار اليوم) بأن الأئمة الذين سيشاركون في تقديم هذه النّدوة تمّ اختيارهم من بين أحسن الأئمة على مستوى مساجد العاصمة، فهناك الأستاذ الدكتور سعيد معول وهو مدير التكوين على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأستاذ يحيى صاري وهو إمام أستاذ بمسجد الرّاشدين ببوزريعة، بالإضافة إلى المجاهد ياسف سعدي الذي سيشارك بشهادته عن بعض أحداث الثورة المجيدة. وللعلم، فإن هذه النّدوة ستركّز على المناقشات التي ستلي المحاضرة لما لها من أهمّية في إثراء النّدوة، فستمنح لكلّ محاضرة 25 دقيقة وباقي الوقت سيمنح للتعقيبات المقدّمة من الحضور· هذا عن برنامج اليوم الذي سيكون في الفترة الصباحية، أمّا النّشاط الفعلي والمميّز الخاص بهذه المناسبة فسيبدأ ابتداء من يوم غد إلى غاية 5 نوفمبر، حيث ستنظّم العديد من النّشاطات، كبرمجة العديد من الدروس المسجدية التي يلقيها أساتذة مختصّون في التاريخ، بالإضافة إلى المفتشين والمعتمدين لدى الشؤون الدينية، وهذا عبر كلّ المساجد المركزية لولاية الجزائر الممتدّة على 13 مقاطعة إدارية، والتي تحوي 125 مسجد مركزي. حيث تمّ إصدار مذكّرة إلزامية لكلّ الأئمة بوجوب الحديث عن مبادئ وقيم ثورة أوّل نوفمبر، وهذه التعليمة تخصّ كلّ المساجد المقدّرة ب 500 مسجد عبر العاصمة. وفي نفس الإطار ستنظّم قافلة الذاكرة الوطنية تحت شعار (من أجل حماية الذاكرة الوطنية)، حيث ستجوب مختلف المواقع والمعالم التاريخية التي تزخر بها العاصمة، وهذا تحت إشراف اللّجنة الولائية للاحتفال بالأعياد الوطنية والمناسبات التاريخية، وقد خصّصت هذه القافلة لفائدة الموظّفين في السلك الديني وبعض الأئمة، فمثلا سيزورون مكان دخول القوافل الاستعمارية بسيدي فرج ومكان اجتماع القادة الستّة ومكان اجتماع القادة 22 بالمدنية، بالإضافة إلى زيارة مكان استشهاد علي لابوانت مع رفاقه بالقصبة. كما ستتوجّه القافلة إلى متحف المجاهد، وستختتم هذه الزيارات في مقبرة الشهداء بالكاليتوس. وللعلم، فإن هذه القافلة ستدوم يوما واحدا فقط· ومتابعة لهذا البرنامج قامت مديرية الشؤون الدينية بولاية الجزائر بتوجيه مذكّرة للمفتشين والمكلّفين بالإعلام على مستوى مختلف المدارس القرآنية المتواجدة بالعاصمة بضرورة إجراء مسابقات في هذه المدارس وتكون أسئلتها حول الثورة وأهدافها ونتائجها، كما ستبرمج عدّة حفلات ونشاطات مصاحبة على مستوى كلّ المقاطعات بالتنسيق مع مختلف السلطات المحلّية والجمعيات النّاشطة في هذا الميدان كالكشّافة والمراكز الثقافية الإسلامية، وخلالها ستقام عدّة معارض للكتب والصور التي تجسّد تضحيات الشعب الجزائري·