اسمه ارتبط في الجزائر بنجاح مواسم الحج و العمرة بالبقاع المقدسة بحسن الإشراف عليها ومتابعتها و برعايته لحجاجنا و معتمرينا وعرفه الجمهور الرياضي من خلال سفريات الأندية والمنتخبات الرياضية الوطنية إلى المنطقة الغربية للمملكة العربية السعودية وحسن تكفله بها و ملازمتها. كثير المبادرات و النشاطات التي تهدف إلى ترسيخ صورة مشرفة عن بلاده الجزائر من خلال التعريف بموروثها الثقافي و مقومات نهضتها الاقتصادية. حركيته المستمرة وخصاله المتميزة جعلته يتبوأ منصب عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي بجدة رغم حداثة تواجده بها و بعد اختياره من طرف نظرائه الدبلوماسيين الأفارقة. ما سمعناه عنه من كلام جميل جعلنا نتشوق لملاقاته و التحدث إليه و حينما استضافنا في مكتبه وجلسنا معه لأكثر من ساعتين أدركنا بأننا أمام شخصية ثلاثية الأبعاد ذات ثقافة واسعة و حنكة دبلوماسية و تواضع لا مثيل له حاورناه فوجدناه ملم بكل صغيرة و كبيرة عن أحوال جاليته و مطلع على كل ما يجري بالوطن فخور بجزائريته و بما يقدمه لبلاده من موقع عمله. رياضي و إعلامي ومسئول مرهف الإحساس انه الأستاذ صالح عطية القنصل العام الجزائريبجدة الذي رحب بنا و بكل تواضع أجاب عن أسئلتنا المختلفة. سعادة القنصل العام الجزائريبجدة صالح عطية سمعنا الكثير عنكم و اطلعنا عن شخصكم الكريم من خلال ما ينقله من حين إلى أخر من زاروا البقاع المقدسة وعن نشاطكم الدبلوماسي المتميز. رمضان كريم و مرحبا بكم ضيفا على قراء جريدتنا؟ بسم الله الرحمن الرحيم أود أن أرحب بكم في بيتكم بيت الجزائر القنصلية العامة بجدة و من خلالكم أود أن أرحب بكل المنتسبين لجريدة الجمهورية العريقة و من خلالها إلى كل الأسرة الإعلامية في بلادنا أتمنى لكم عمرة مقبولة إنشاء الله و نهاية رمضان مباركة في البقاع المقدسة. حوارنا نبدؤه سعادة القنصل العام عن سر اختياركم عميدا للسلك الدبلوماسي الإفريقي بجدة علما و أن العرف الدبلوماسي يمنح شرف العمادة للاكثر قدما في تلك العاصمة. فكيف صنع دبلوماسي جزائري شاب الاستثناء . و في جدة بالذات؟ في جدة هناك حياة دبلوماسية مكثفة و توجد بها 68 قنصلية أجنبية 25 قنصلية افريقية منها و7 منظمات دولية إقليمية كان لنا دور فعال وكبير في هذه المجموعة مما أدى إلى اختيارنا كعميد لهذه المجموعة بعد تواجدي فقط لمدة ثلاث سنوات بجدة و هذا يدل على العرفان لدور الجزائر في الساحة الإفريقية و السياسة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة و نحن جد فخورين بهذه العمادة و هي تدل كذلك على أن الجزائر ما زالت بلد يحسب له الكثير في الساحة الدبلوماسية الإفريقية و المحافل الدولية. سعادة القنصل العام نريد لمحة موجزة عن تعداد الجالية الجزائرية المقيمة بجدة و بالبقاع المقدسة ؟ بالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة بالناحية الغربية للمملكة العربية السعودية الشقيقة فهي تقدر بحوالي 5 ألاف مقيم 60% منها تقطن المدينةالمنورة و لها تواجد قديم يعود إلى فترة ما قبل الاستقلال أما البقية فهي منقسمة ما بين مكة و جدة و اغلبها من الإطارات العاملة في البنك الإسلامي والتدريس بالجامعات أو دكاترة في بعض المستشفيات بالإضافة إلى عدد من المهندسين و الكوادر في مختلف الشركات إقامتهم عادية و نتعامل معهم بصفة جد حسنة و القنصلية تقدم لهم خدمات مميزة سواء من حيث إصدار الجوازات أو تقديم إعانات بالنسبة للفئة المعوزة و يد المساعدة لكل من يحتاج إلى خدمات القنصلية هنا في جدة أو في مكةالمكرمة أو في المدينةالمنورة . الحج على الأبواب و أشهر قليلة تفصلنا عن موعده ما هي الاستعدادات التي قمتم بها لضمان موسم حج ناجح إنشاء الله؟ ككل موسم حج تقوم القنصلية العامة بالدور المنوط بها و هو التحضير الإداري والميداني للعملية و دورها تحضير كل الملفات قبل مجيء البعثة الجزائرية إلى عين المكان كالتراخيص مثلا حيث تبعث القنصلية العامة 380 خطاب مكتوب أو مراسلة رسمية خلال الموسم الى كل الجهات المختصة بالمملكة و تواكب القنصلية الديوان الوطني للحج و العمرة و مديره العام الشيخ بربارة المتواجد هذه الأيام بيننا للتحضير و التنسيق المشترك قبل و أثناء و بعد انتهاء موسم الحج. بدأنا من الآن في تجنيد كل الوسائل البشرية و المادية إلى ما بعد نهاية الموسم حيث ندخل حينها في عمليات تقييم و إتمام الملفات ذات الطابع القانوني و الاجتماعي المتعلقة بالوفيات أو حوادث المرور التي تصيب حجاجنا و عندنا في المصلحة 400 ملف مفتوح و نحن نتابع هذه القضايا على مستوى المحاكم السعودية لكي نسترجع حقوق التعويضات المستحقة لذوي الحقوق و كذلك المصابين هناك متابعة ميدانية في موسم الحج كما نقوم بدورنا على مدار السنة لان توافد مواطنينا لا يكاد يتوقف للعمرة خاصة في المولد النبوي و في شهر رمضان المساعدة لكل و هذا يدل على أن الشعب الجزائري متمسك بدينه الحنيف و نحن مجندون لتقديم الخدمة و يد المساعدة لكل معتمرينا متى حلوا بالبقاع المقدسة و خلال هذه السنة هناك أكثر من 150 ألف معتمر جزائري و هذا رقم قياسي و الطاقم القنصلي بجدة مجند لرعايتهم و مساعدتهم على أداء مناسكهم في أحسن الظروف . الكثير من المعتمرين و الحجاج من يأتون مع بعض الوكالات السياحية الجزائرية يعيشون المعاناة في البقاع المقدسة بسبب إخلال هذه الوكالات بالتزاماتها اتجاههم . لا خدمات و لا رعاية و إنما تحايل مفضوح. هل بمقدور المعتمر الجزائري الضحية التقدم إلى مصالحكم للشكوى؟ و ما هي الإجراءات المتخذة في حق هذه الوكالات ؟ بالنسبة لموسم الحج هناك بعثة تقدر ب800 شخص لمرافقتهم إما بالنسبة للعمرة هناك عدد قليل لمراقبة الوكالات رغم ذلك فالقنصلية العامة فهي متواجدة على مدار السنة وحينما ترفع لنا شكاوي من هذا الآمر والمتعلقة بعدم التزام بعض الوكالات بواجباتها اتجاه المعتمرين نرفع تقاريرنا للجهات المختصة لكي تتخذ التدابير اللازمة ضد هذه الوكالات التي أخلت ببنود العقد المبرم بينها و بين المعتمر و ميدانيا نقوم بدورنا الكامل من خلال إرسال فرق مكونة من دبلوماسيين يقومون بزيارة المدينةالمنورة و مكةالمكرمة للمراقبة و الاطمئنان على حالة المعتمرين وتحذير أصحاب الوكالات المعنية أو ممثليهم وكثيرا ما تدخلنا شخصيا لحل بعض الخلافات العالقة ونقوم بعملية تقييم أداء الوكالات و نرفع تقاريرنا إلى الوزارة الوصية و إلى الديوان الوطني للحج و العمرة و إلى وزارتي السياحة و الشؤون الدينية لاتخاذ إجراءات ضد الوكالات التي لم تقم بواجباتها نحن نقيم سلبا و إيجابا هناك وكالات قائمة بدورها على أكمل وجه و لمسنا الفرحة لدى معتمريها . انتم تثمنون إذن كل ما هو ايجابي وتشجعون الوكالات المحترفة و الرائدة في خدمة الحجاج و المعتمرين؟ بكل تأكيد هدفنا كممثلية قنصلية أن يلقى المعتمر أو الحاج كل الخدمات المنصوص عليها في دفتر الشروط و في العقد المبرم بينه و بين الوكالة ولا نريد أن تكون هناك مخالفات و إن وجدت فلن نتوانى في رفعها كم قلت سابقا للسلطات الوصية لاتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة وهناك وكالات ما شاء الله تقوم بعمل احترافي رائع . بعض الوكالات تخلط بين الجانب السياحي الترفيهي و تنظيم رحلات الحج و العمرة و التي تتطلب بعدا روحيا و إيمانيا . بعض المعتمرين أو الحجاج يصطدمون عند وصولهم إلى البقاع المقدسة بواقع مرير مغاير تماما لما كانوا يتوقعونه؟ المعتمر أو الحاج حينما يأتي إلى هنا يتوقع أن الوكالة سوف تقدم له الخدمات التي دفع من اجلها ثمنا مناسبا بالجزائر و لكن و مع الأسف هناك بعض الوكالات تعتبر هذه العملية تجارية بحته و لا تراعي الجوانب الروحانية و هذا تقصير من جانبها و نحن لا نتردد في إشعارها و أيضا في نقل كل ما نلاحظه في الميدان إلى الجهات المختصة في حينه سعادة القنصل العام .. يحث فخامة رئيس الجمهورية على أن تقوم هيأتنا الدبلوماسية و القنصلية على وجه الخصوص بالإضافة إلى خدمة جاليتنا بالمهجر بالعمل و الحرص على تقديم صورة ايجابية عن بلادنا لتكون بوابة لجلب المستثمرين الأجانب و من الجزائريين المقيمين في الخارج. هل هناك اهتمام خاص بالبعد الاقتصادي والاستثماري؟ يعطي فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أهمية كبيرة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج و تعليمات و توصيات فخامته معروفة في ما يتعلق بالتكفل الحسن بأعضائها أينما وجدوا و كما تعلمون فهو أب الدبلوماسية الجزائرية ومن المبادئ التي يحثنا عليها هي الدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية للجالية المقيمة بالخارج و طبقا لهذه التوصيات و التعليمات نحن لا نتردد لحظة في الدفاع و ضمان حقوق الجالية الجزائرية المقيمة بالمنطقة الغربية و البقاع المقدسة من خلال تواجدنا الميداني و الخدمات التي تقوم بها المصالح القنصلية في جدة و أماكن تواجد الجالية في كل من مكةالمكرمة و المدينةالمنورة. أما بالنسبة للجانب الاقتصادي و طبقا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و للتوصيات الواردة من الإدارة المركزية من معالي وزير الشؤون الخارجية . تقوم مصالح القنصلية بالترويج للمنتوج الجزائري بدراسة و استغلال كل فرص الاستثمار التي يمكن جلبها لبلادنا و نحن نقوم بالدور المنوط بنا ككل القنصليات الأخرى و أخر نشاط قمنا به هو إقامة معرض للمنتوجات الجزائريةبجدة مؤخرا و كان له صدى ايجابي كبير بالنسبة لرجال الأعمال السعوديين و طلبنا من الجهات المختصة أن تكون طبعة 2011 اكبر من حيث عدد العارضين لكي يظهر مقومات الاقتصاد الجزائري و تنوع قطاعاته و ثراء منتوجاته . هذا المعرض وجد استحسان كل الشركاء الاقتصاديين و نحن نوليه عناية خاصة. و ماذا عن التعريف بالبعد التاريخي و الموروث الثقافي لبلادنا؟ هناك نشاطات ثقافية و فكرية دائمة و من خلال عمادتنا للمجموعة الإفريقية قمنا بإحياء اليوم العالمي للمرأة و لعلمكم هذه التظاهرة أقيمت لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية بجدة و في دار الجزائر وفي منزل القنصل العام و كان هناك أكثر من 500 عنصر نسوي سعودي متواجد بدار الجزائر و كانت فرصة كبيرة لإظهار التراث الثقافي للقارة الإفريقية و فرصة لقنصليتنا لإبراز الموروث الثقافي و التراث الفني المتنوع لبلادنا من خلال إقامة معرض للمنتوج التقليدي الجزائري من لباس و حلي و زينة و كان لهذه التظاهرة صدى كبير لدى المجتمع المدني السعودي و الأسرة الإعلامية بالمملكة جرائد عديدة و محطات تلفزيونية و فضائيات غطت وقائع هذه التظاهرة التي حضرتها أميرات و سيدات أعمال سعوديات و حرم المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية بجدة و أشاد الجميع بالدور الريادي للجزائر في التفكير في تنظيم مثل هذه المبادرات وهذا شيء يشجعنا و يدفعنا إلى إقامة نشاطات أخرى مستقبلا و إحياء العيد العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل سنة بجدة سيكون بحول الله سنة حميدة. كيف جأتكم فكرة تنظيم هذا النشاط النسوي سعادة القنصل العام؟ الحقيقة أن زوجتي لعبت دورا كبيرا في الإعداد لهذه التظاهرة و لها وزن بارز في الساحة الدبلوماسية وهي نشيطة في المجال النسوي و تحظى باحترام خاص كونها حرم عميد الدبلوماسيين الأفارقة بجدة و هي تحاول بدورها أن تقدم أحسن تمثيل للمرأة الجزائرية و تكون خير سفيرة لها. كثيرا ما تتدخل المصالح القنصلية عند ترحيل الجزائريين المتأخرين عن موعد عودتهم أو عند ضياع وثائق إثبات الهوية أو في حالة الوفاة. هل من كلمة عن سهر مصالحكم لرعاية الجزائريين مقيمين كانوا أم زائرين ؟ ظاهرة تخلف المعتمرين و الزوار بالمملكة لا تمسنا بالقدر المعتبر مقارنة بدول أخرى و هي شبه منعدمة إذا ما قسناها برعايا مثلا مصر السودان سوريا و بلدان أخرى يمكن إن نطلق عليه تأخر بسيط و حينما يأتينا خبر بوجود موقوفين جزائريين في مراكز الترحيل نبعث على جناح السرعة بمندوب القنصلية إلى عين المكان و نشرع في اصدر الوثائق المطلوبة و نعمل على تقصير مدة إقامة رعايانا هناك لقد أنجزنا وثائق ضرورية لهؤلاء في المطارات و أرسلنا نائب القنصل و أعوانه إلى هناك بوثائقه وخواتمه و معه آلة التصوير لينجز وبسرعة تراخيص المرور للمواطن و يمكنه من امتطاء أول طائرة عائدة إلى الجزائر كذلك الشأن بالنسبة إلى قيامنا بإصدار تراخيص لدفن رعايانا من المقيمين أو الزائرين في بعض الأحيان يتصلون بنا في منتصف الليل و يرغبون أهل الميت في دفنه مع صلاة الفجر و نقوم ليلا بإصدار التراخيص و إرسالها عن طريق الفاكس إذا ما كان المتوفي بعيدا و يقطن في مكةالمكرمة او في المدينةالمنورة و نحضر مراسيم دفن كل جزائري متوفي في جدة. هذه العلاقات الأخوية و الخدمات الإنسانية الأكيد أنها أفرزت تواصلا متميزا بينكم و بين جاليتنا بالمنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية؟ طبعا مهمتنا تكمن في خلق الارتياح لدى كل الجزائريين المتواجدين بالمنطقة سواء كانوا مقيمين أم زائرين و الشعور بان الدولة الجزائرية تقف بجانبهم وتسهر على راحتهم و ترعى حقوقهم من خلال تواجدنا في ممثليات قنصلية قريبة منهم. الحمد لله هناك تواصل دائم و مستمر مع أعضاء جاليتنا هناك لقاءات في المناسبات العديدة كرمضان و الأعياد الدينية و الوطنية و في عيد الثورة المباركة في أول نوفمبر نسطر برنامجا احتفاليا خاصا بدار الجزائر و يشارك فيه كل أعضاء جاليتنا. علاقاتنا بجاليتنا متميزة و نحن نفتخر بذلك. لنتكلم سعادة القنصل العام عن الرياضة و عن اهتمامكم بالفرق الرياضية الجزائرية التي حلت بجدة وبالخصوص فريق وفاق سطيف ووقوفكم شخصيا بجانب لاعبيه و طاقمه المسير؟ شخصيا اعتبر بان كل نادي رياضي محلي في كرة القدم او في أي رياضة أخرى حين يغادر البلاد للمشاركة في أي تظاهرة رياضية عالمية قارية أو إقليمية فانه يتحول إلى سفير للجزائر و ممثل لكل الجزائريين و في اعتقادي الخاص يتحول الفريق بحد ذاته إلى سفارة متنقلة أما عن سر تعلقي بالرياضة فهو مستمد من كوني رياضي وأحب الرياضة و اعمل دائما بمقولة العقل السليم في الجسم السليم و كل الفرق التي كان لي الحظ أن استقبلها هنا في المنطقة الغربية قدمت مردودا ممتازا و تحصلت على نتائج رائعة و قدمت عروضا كروية أبهرت المتفرجين السعوديين و مثلت الجزائر أحسن تمثيل و تركت صورة جميلة عن تطور الكرة الجزائرية وعودتها إلى الواجهة العالمية خاصة مع تأهل الخضر نهائيات كأس إفريقيا ومشاركتهم في المونديال. ما دمتم قد تكلمتم عن المونديال كيف عشتم سعادة القنصل العام مرحلة التصفيات و كيف تفاعلت جاليتنا مع الخضر؟ عشنا تلك اللحظات بكل جوارحنا و ككل جزائري فخور بوطنه و بلاعبيه و كل أعضاء الجالية عاشوها بحماسة و افتخار وفقنا و الحمد لله في التأهل المزدوج إلى نهائيات كأسي إفريقيا و العالم و تمثيل العرب في المونديال الجنوب إفريقي و ما رأيتموه من صور الفرحة للجزائريين في العواصم العالمية و مختلف المدن العربية و الغربية خاصة بعد التأهل بكل جدارة و استحقاق إلى المونديال و كان أنغولا يدل على أن ارتباط الجالية بالوطن عبر مساندتها للفريق الوطني هو ارتباط وثيق بالوطن الأم و على أن الشعب الجزائري شعب واحد حتى و إن تباعدت أماكن عيشه و تواجده شعب متمسك بأرضه بعلمه و برئيسه وبدولته و الجزائري بالمهجر يشده الحنين إلى بلاده و تجده يعبر بكل الوسائل عن الممكنة عن تعلقه بأرض ألآباء و ألأجداد و جاءت فرصة المونديال و نهائيات الكان و بينت بأن الجزائري المتواجد في الغربة هو جزء لا يتجزأ من الوطن ألام وجاليتنا بالمنطقة الغربية عاشت معنا الحدث و كانت لحظات جميلة للتضامن و للافتخار و الاعتزاز بجزائريتنا و بانتمائنا إلى بلد المليون و نصف مليون من الشهداء الأبرار رحمهم الله. كرمتم العديد من الوجوه الرياضية الجزائرية التي حلت بالبقاع المقدسة. هل هي مبادرات شخصية؟ بطبيعة الحال و هي اعتراف بالجميل للاعبينا كانوا يضيئون سماء الرياضة في بلادنا و صنعوا باحرف من ذهب ملاحم الكرة الجزائرية من فريق جبهة التحرير إلى أبطال خيخون و مكسيكو. لقد قمنا باستغلال تواجد بعض اللاعبين الدوليين السابقين و بعض المسيرين هنا و قمنا و بتكريمهم أمثال النجم لخضر بلومي و صالحي عبد الحميد والسيد مشرارة رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم و الحكم الدولي السابق محمد حنصال و سنقوم عن قريب بتكريم المهاجم الدولي عبد المالك زياية المحترف باتحاد جدة السعودي كيف هي علاقاتكم بالأشقاء السعوديين شعبا و سلطة؟ علاقات طيبة جدا نابعة من اواصر الاخوة التي تجمع القيادتين و الشعبين و استطعنا خلال تواجدنا هنا أن نخلق جسر تواصل و اتصال مع كل الجهات من فروع وزارات الخارجية و العدل و شؤون الحج و كذلك مع المجتمع المدني السعودي بمختلف أطيافه و مع رجال الإعلام و الثقافة و الفكر هم يحبون الجزائر و نحن السعوديين. لو قلت لكم سعادة القنصل العام بأن اسم الأستاذ صالح عطية متداول في الجزائر خاصة بيننا كإعلاميين لدبلوماسي متفتح على الإعلام يجيد التواصل مع الصحفيين و يحسن التعامل معهم. إنا اعتز و افتخر بهذه الالتفاتة الطيبة من العائلة الإعلامية بالجزائر و أود في هذا المقام أن أوضح شيء وهو أنني طالب قديم في معهد العلوم السياسية والإعلامية و لظروف خاصة اتبعت فرع العلاقات و عندي العديد من الزملاء في الوسط الإعلامي و هم أخواني و أكن لهم كل التقدير للعمل الجبار الذي يقومون به و باسمي شخصيا و باسم الطاقم القنصلي بجدة و باسم زملائي أتقدم بتحية تقدير للعائلة الإعلامية بصفة عامة و عائلة الجمهورية بصفة خاصة. هل تفضلتم بالإجابة عن بعض الأسئلة الخاصة؟ بكل فرح و سرور يوميات سعادة القنصل العام في رمضان. كيف يقضيها؟ بين العمل و العبادة في المكتب و بعده إلى المسجد و الاتصال بأعضاء الجالية و المشرفين على المعتمرين خلال هذا الشهر العظيم والزيارات الميدانية للحرمين الشريفين أحب الأكلات الرمضانية؟ أفضل الشربة و البوراك و شويه حميص دون انسي قلب اللوز أحب الأشياء إلى قلبكم؟ العبادة المسئولية المنصب و العمل كيف توفقون بينها وبين المهام العائلية؟ العمل يأخذ مني الوقت الكثير وأحاول قدر المستطاع أن اخصص بعض منه إلى أسرتي والى تربية و رعاية أبنائي. أخر كلمة؟ هي استنتاج شخصي بعد ثلاثة عقود من العمل الدبلوماسي توصلت إلى قناعة شخصية وهي أن العمل القنصلي عمل إنساني بحت لما يواجهه الدبلوماسي أثناء ممارسته لوظيفته من مشاكل إنسانية و من يفتقد للحس المرهف لا يمكنه ابدأ أداء مهامه على أحسن وجه . تحية لأهلنا بالجزائر و عيد مبارك للجميع .