يعيش سكان حوش بوستة التابع إقليميا لبلدية سيدي راشد بتيبازة حياة قاسية تنعدم فيه أدنى ضروريات الحياة الكريمة، حيث لا يتوفر على أي من المرافق الاجتماعية أو الثقافية، كما تشهد المنطقة انتشار العديد من الآفات الاجتماعية بسبب الانحلال الخلقي والبطالة، بسبب نقص المؤسسات وكذا الخروج المبكر من مقاعد الدراسة بسبب الظروف الصعبة، كبعد المدارس والنقص الفادح في وسائل النقل· بالإضافة إلى ما سبق، يشتكي السكان، من مشكل النقص الفادح في مياه الشرب، ورحلة البحث اليومية عنه، ما جعل المنطقة تعرف أزمة حادة في المياه الصالحة للشرب الأمر الذي يضطر العديد لشرائها وبأثمان باهظة، فيما يضطر آخرون لجلبها بعناء من المزارع المجاورة، وفي ذات السياق اشتكى السكان من الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي ما تسبب في تلف العديد من الأجهزة الإلكترونية، أما ليلا فقد تسبب انعدام الإنارة العمومية في انتشار الآفات والسرقات التي يشنها عدد من الشباب المنحرفين في غياب تام لأجهزة الأمن لا سيما وأن الحوش يتموقع بمكان معزول· ولم تنته معاناة هؤلاء السكان عند هذا الحد، بل تتعداه إلى جملة من المشاكل على غرار انعدام الغاز الطبيعي، وفي ذات السياق عبروا ل (أخبار اليوم) عن استيائهم من تخلي السلطات المحلية عن التكفل بانشغالاتهم، وحسب محدثينا فإن المسؤولين لا يتذكرونهم إلا عند الانتخابات المحلية والحملات من أجل الحصول على أصواتهم، أما عن المشاريع التنموية فهي منعدمة مما أدخلهم في عزلة قاتلة وإن وجدت تبقى متوقفة ولسنوات دون أن يستفيد الحي منها· وأضاف السكان أنه تم برمجة عدة مشاريع تنموية على غرار تهيئة طرقات الحي والغاز الطبيعي منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن المخطط التنموي المذكور بقي حبيس الأدراج لحد الآن ولم يعرف طريقه للتجسيد، وما زاد في معاناة المواطنين حسبهم هو جلب هذه المادة الضرورية من مناطق بعيدة على متن سيارة أجرة والتي أصبح أصحابها غير راضين على الوضعية المعيشية ورفضهم العمل لصعوبة التنقل خاصة في الطريق الرابط بين حواس وبوستة، كما أضاف سكان الحي أنهم يجلبون هذه المادة من مركز البلدية التي لا تستطيع توفيره رغم الطلبات العديدة من أجل تخصيص شاحنات تقوم بتزويدهم بقارورات الغاز· أما فيما يخص المرافق العمومية فهي منعدمة بالمنطقة وعليه اشتكى شباب الحي من الانعدام التام لمرافق التسلية والترفيه بباقي مناطق البلدية، حيث لا تتوفر المنطقة على دار للشباب ودار للثقافة يقضي فيها الشباب وقتهم، كما أضاف محدثونا أن المنطقة لا تتوفر على ملعب رياضي أو نادي للأنترنت أو مكتبة يقصدونها من أجل التثقف، وحتى المقاهي لا وجود لها بالمنطقة، وما زاد من تأزم الوضع انعدام مناصب الشغل وانتشار البطالة ما دفع بالكثير منهم إلى سلوك طريق الانحراف بحثا عن حياة أرقى، وقد عبر سكان الحي بأن البطالة زادت من انتشار ظواهر عديدة كالسرقة وبيع المخدرات، فتخشى العديد من العائلات على أبنائها الذين يقطعون مسافات كبيرة من أجل الدراسة، حيث لا تتوفر المنطقة على ثانوية مما يستدعي التنقل إلى مقر البلدية وهو ما يؤثر في النتائج الدراسية والتحصيل نهاية الموسم الدراسي، أما عن وسائل النقل فحدث ولا حرج حيث يضطر السكان الاستنجاد بسيارت الكلوندستان حيث اشتكى هؤلاء من انعدام وسائل النقل بالمنطقة، مما يضطرهم إلى التنقل بواسطة سيارات الكلوندستان التي تفرض عليهم مبالغ ليست في إمكانية الجميع، وقد ذكر القاطنون أنهم يعانون الأمرين مع انعدام وسائل النقل اللازمة التي تساعد على تنقلهم الضروري إلى مركز البلدية، خاصة وأن المنطقة لا تضم سوقا يوفر لشراء حاجات المواطنين، ويتم تنقل السكان عن طريق سيارات الأجرة وغالبا مع الكلوندستان، لكن إذا تجاوزت الساعة الخامسة مساء فلا توجد وسيلة للتنقل إلى المنطقة إلا قطع تلك المسافات الطويلة مشيا على الأقدام· وأمام جملة النقائص يناشد سكان الحوش السلطات البلدية والولائية والجهات العليا في البلاد إيجاد حل للمشاكل التي يعانون منها والتي أثقلت كاهلهم، وإدراج منطقتهم ضمن المشاريع التنموية لفك العزلة المطوقة على حياتهم اليومية مطالبين بالتفاتة جادة من المسؤولين بحقوقهم المهضومة وتوفير ضروريات العيش التي تفتقر لها المنطقة·