يعيش سكان 200 مسكن ب بابااحسن بالعاصمة ، حياة قاسية تنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة الكريمة ، في ظل انعدام المرافق الاجتماعية أو الثقافية، كما تشهد المنطقة انتشار العديد من الآفات الاجتماعية بسبب الانحلال الخلقي والبطالة التي أضحت تنخر جسد هذا المجتمع البسيط بالإضافة .إلى النقص الفادح في التزود بمياه الشرب ورحلة البحث اليومية عن قطرة ماء لاسيما في فصل الحرارة أين يكثر الطلب على هذه المادة الضرورية . تشهد منطقة بابا أحسن كثافة سكانية معتبرة خاصة في السنوات الأخيرة ، مما جعل المنطقة تعرف أزمة حادة في المياه الصالحة للشرب الأمر الذي يضطر العديد من العائلات تخصيص ميزانية إضافية لشراء صهاريج المياه وبأثمان باهظة فيما يضطر آخرون لجلبها بعناء من المناطق المجاورة، ولم تنتهي معاناة هؤلاء عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي ما تسبب في تلف العديد من الأجهزة الكهرومنزلية أما ليلا فقد تسبب انعدام الإنارة العمومية في انتشار الآفات والسرقات التي يشنها عدد من الشباب المنحرفين في غياب تام لأجهزة الأمن. وقد أعرب سكان حي بابا أحسن وفي لقائهم مع أخبار اليوم عن استيائهم من تخلي السلطات المحلية عنهم، "فالمسؤولون لا يتذكرونا إلا عند الانتخابات المحلية والحملات من أجل الحصول على أصواتنا أما عن المشاريع التنموية فهي منعدمة، وإن وجدت تبقى متوقفة ولسنوات دون أن نستفيد منها"، يقول أحد سكان المنطقة. ويواصل حديثه "فرغم برمجة مادة الغاز الطبيعي منذ حوالي سنتين بتوصيل مصالح هذه الأخيرة الحي بالأنابيب اللازمة، إلا أن المشروع لم يجسد فعليا. وما زاد في معاناة المواطنين هو جلب هذه المادة من مناطق بعيدة على متن سيارة أجرة والتي أصبح أصحابها غير راضين على الوضعية المعيشية ورفضهم العمل لصعوبة التنقل. كما أضاف سكان الحي أنهم يجلبون هذه المادة من مركز البلدية التي لا تستطيع توفيره رغم الطلبات العديدة من أجل تخصيص شاحنات تقوم بتزويدهم بقارورات الغاز. وفي نفس السياق أيضا اشتكى شباب الحي من الانعدام التام لمرافق التسلية والترفيه بباقي مناطق البلدية حيث لا تتوفر المنطقة على دار للشباب ودار للثقافة يقضي فيها الشباب وقتهم. كما أضاف محدثونا أن المنطقة لا تتوفر على ملعب رياضي أو نادي للإنترنت أو مكتبة يقصدونها من أجل التثقف، وحتى المقاهي لا وجود لها بالمنطقة، وما زاد من تأزم الوضع انعدام مناصب الشغل وانتشار البطالة التي وصلت نسبتها إلى 75 بالمائة ما دفع بالكثير منهم إلى سلوك طريق الانحراف بحثا عن حياة أفضل. وقد عبر سكان الحي بأن البطالة زادت من انتشار العديد من المشاكل من بينها السرقة والسطو على المنازل وبيع المخدرات وغيرها من الظواهر كما استنكر السكان على انعدام وسائل النقل بالمنطقة، مما يضطرهم إلى التنقل بواسطة سيارات الأجرة التي تفرض عليهم مبالغ ليست في متناول الجميع ،مما زاد عليهم مصاريف إضافية أنهكت جيوب العائلات البسيطة كما يضاف إلى هذه المشاكل انتشار العديد من الأمراض المختلفة على غرار أمراض الحساسية والربو بسبب الفضلات التي تملأ المكان والتي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في الحي وانجر عنها أيضا جلب مختلف الحشرات المؤذية وعليه يناشد سكان بابا أحسن السلطات البلدية والولائية وكل الهيئات المعنية بإيجاد حل للمشاكل العديدة التي يعانون منها والتي أثقلت كاهلهم، مطالبين بذلك توفير المرافق الضرورية والتنموية للمنطقة .