هذه القصة هي واقع مرير يعكس معاناة مطلقة في مجتمع لا يرحم الضعفاء، امرأة وجدت نفسها في سن ال 26 سنة أمّا تجوب الشوارع رفقة أربعة أولاد أبرياء علّها تجد أياد عطوفة ترحمها بعدما تخلت عنها عائلتها ورمت بها إلى ظلمات الشوارع. »حسينة. ع« التي تنحدر من ولاية تيبازة، تعيش في الوقت الحالي في غرفة متواضعة استأجرها لها أصحاب البرّ والإحسان بالبليدة رفقة فلذات أكبادها الأربعة، »أيمن« ذو 9 سنوات، »محمد« ذو 6 سنوات، »نسيم« 5 سنوات و»عبد الغني« 4 سنوات الذي يكابد مرض »الروماتيزم« ويحتاج إلى العلاج، وقد فتحت هذه السيدة المسكينة لنا قلبها وقاسمتنا أحزانها وراحت تقول لنا: إنها عرفت الحرمان وهي في سن الحادية عشر بعد وفاة والدتها، حيث انتقلت مباشرة للعيش في بيت جدها ببواسماعيل، وهناك لقيت معاملة قاسية فلم تجد صدرًا حنونا مما جعلها تختار الزواج في سن ال 17 سنة هربا من المشاكل، غير أنها لقيت إذلالاً من نوع آخر، فالزوج الذي حسبته سندها أذاقها الأمرين هو وعائلته، ولذا تقول ذات المتحدثة، لكم أن تتصوروا ما تعانيه المرأة مع رجل مدمن على تعاطي المخدرات ولا يعمل أبدًا خصوصا بعد مجئ الأطفال الذين حرموا من أبسط ضروريات الحياة. وتواصل محدثتنا أن المرأة المطلقة في مجتمعنا يعمد دائما إلى التشهير بها لذلك فقد اعتبرتني عائلتي عبئا ثقيلا عليها بعدما خلعت نفسي وبقيت أتنقل بين منازل إخوتي وبعض أقربائي، مع العلم أنني ورثت عن أمي بيتا في منزل سيدي الكبير« وتضيف في كلامها أنها رغم ذلك فقد حرمت منه، ورميت إلى الشارع رمية الكلاب »أكرمكم الله«.. وحتى عندما انتقلت إلى منزل والدها تعرضت لأسوأ معاملة من قبل زوجته مما اضطرها إلى مغادرة المنزل دون أن يحرّك والدها ساكنا، ولم تجد ما تفعله، فالكّل لم يرغب في أطفالها، وبعد إكراه وبأس قام أحد إخوتها بإجبارها على تسليم أبنائها قانونيا لأبيهم ففعلت ويا ليتها تقول لم أفعل، حيث كانوا يبيتون في الشارع ولولا أحد أئمة بلدية بواسماعيل الذي أخذهم واعتنى بهم لما تمكنت من جمعهم اليوم، تواصل »حسينة« في حديثها أنها بعدما تخلى عنها الجميع بقيت تنتقل بين مراكز الإيواء، فمن مركز »ديار الرحمة« ببئر خادم إلى مركز »الزغارة« بباب الوادي إلى مركز مسرغين »بوهران إلى أن تعرفت عن طريق أصحاب البرّ والإحسان على عائلة كريمة من البليدة أعانتها كثيرا. وخلصت السيدة »حسينة« إلى مناشدة ذويّ القلوب الرحيمة لمساعدتها ماديا على تسديد ثمن الإيجار، كما أنها تقف عاجزة أمام ابنها الذي يعاني من مرض »الروماتيزم« في الدم، بالإضافة إلى أنها تأمل في الحصول على أي عمل شريف تقتات منه هي وأولادها المتشردين.