كشفت مصادر مسؤولة بمديرية النشاط الاجتماعي بوهران، عن وجود أزيد من 4120 إمرأة تقيم عبر ولايات الوطن في دور العجزة والمسنين، وكذا ديار الرحمة، بعد قساوة المجتمع عليهن نتيجة ظروف اجتماعية قاهرة جعلتهن يلجأن إلى تلك المراكز لتفادي المكوث بالشارع• وتتواجد نساء من مختلف الأعمار والمدن بتلك المراكز بينهن من يقطن برفقة أطفالهن بديار الرحمة، بعد وقوعهن ضحية قانون الأسرة الذي خلف مآسي لا تعد ولا تحصى؛ نساء مطلقات تتقاذفهن الشوارع في وسط المدينة وجدن أنفسهن في ديار الرحمة، وأخريات رمت بهن الأقدار في ديار العجزة ويحتجن إلى يد ممدوة من ذويهم وأبنائهم، لانتشاهلن وإعادتهن إلى أحضان المجتمع الذي تخلى عنهن بعدما أدار أولادهن وعائلاتهن ظهورهم لهن، وهن يعشن آخر أيامهن بين أربعة جدران ويتناولن وجبات لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس لها طعم حيث يعشن قساوة الزمن وعذاب البشر وآلام الوحدة والضياع• وفي غمرة الاحتفالات المقامة بمناسبة عيد المرأة المصادف 8 مارس من كل سنة، تقام العديد من السهرات الفخمة بأكبر الفنادق، وقاعات الحفلات المتواجدة خاصة بالمدن الكبرى، من الجزائرووهران وعنابة، وغيرها والتي لا تختتم إلا مع بزوغ الشعار الأول من اليوم الموالي على أنغام موسيقى الراي والأغاني المتنوعة التي تجلب الكثير من النساء والعائلات لقضاء تلك السهرات، كما هو حال مدينة وهران التي تم فيها حجز كل الطاولات بأكبر الفنادق التي ستخلد الذكرى وعرفت مساهمة الكثير من المؤسسات العمومية، خاصة منها ما سيقام اليوم بفندق الشيراتون بقاعة معسكر وبفندق الفينكس، وكذا بمعظم الفنادق الكبرى بالولاية إلى جانب قاعات الحفلات الكبيرة، منها قاعة شهرزاد وغيرها، حيث يتمتع هؤلاء النساء ببومهن على أنغام موسيقى، تجد في زاوية أخرى مظلمة نساء ألقت بهن يد القدر يصارعن الغبن والفقر والحرمان والتشرد ويعشن الجحيم، بعدما أصبحن فريسة لأمراض مزمنة مختلفة من داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وحالات عصبية وأمراض نفسية، وذلك جراء الوضعية المأساوية والمزرية التي يعشون فيها، والظروف القاسية التي يتخبطن فيها، ومنها ثكنة شعبان للعجزة والمسنين بوهران، بحي سيد البشير، - بلاطو سابقا - والتي تضم أزيد من90 امرأة يقضين آخر أيامهن في المركز ويصارعن أمراض مختلفة• وما زاد من تدهور حالتهن النفسية، وجود عدد من المختلات عقليا معهن• وجعلتنا زيارة خفيفة واستطلاعية قمنا بها إلى المركز نقف عند الكثير من الحقائق والأمور، نساء بحاجة إلى من يمنحهن شيئا من عطف وحنان أغلبيتهن رمت بهن ظروف قاهرة إليه، كما هو حال 63 امرأة متواجدة أيضا بمركز العجز بحي "سانبيار" التابع إداريا لمديرية النشاط الاجتماعي مقارنة بمركز شعبان الذي تديره بلدية وهران، وعلى رأسه سيدة طيبة وحنون مع النازلات فيه من العجائز والمسنات، وجدناها تتجاذب أطراف الحديث معهن بلطف وابتسامة لاتفارق محياها، وفي مكان غير بعيد كانت تجلس إحدى السيدات لوحدها، في معزل عن رفيقاتها من المقيمات، اقتربنا منها بعد ما حاولت تحاشي الحديث معنا وحاولنا معرفة قصتها، فقالت بمرارة أن أبناءها هم من كانوا وراء المعاناة التي تعيشها بالمركز، بعدما تم باعوا المنزل ورموها بالمركز الذي لم تستطع التأقلم فيه بعد، مثل منزلها، ومثلايتها كثيرات من النساء اللواتي وجدن أنفسهن سجينات دور العجزة وديار الرحمة في انتظار رحمة الدولة بهن•