انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس بالعاصمة الفدائي المسبل كما كان يسمى أثناء الثورة التحريرية المباركة السيد الحاج بكير بن عبد الله حريز المعروف بحريز الكهربائي الحراش وفي عز الاحتفال بعيد الأضحى، أبت روحه إلا أن تحلق إلى السماء وترفع بعد جهاد طويل، فقد ألغى الحدث الحزين فرحة الأبناء والأقارب بالعيد واغتصب البسمة من وجوه الحفدة والبراءة فبكى الكل بالضفة الخضراء ببرج الكيفان جدو الحاج بكير·· وفي يوم من أيام التشريق وفي ثاني أيام عيد الأضحى المبارك يرحل المجاهد الطيب من دار الدنيا الفانية بعد عمر أفناه في الخير والعطاء ونكران الذات، الفقيد المجاهد الحاج بكير حريز كان متجره بالحراش قبلة للثوار أثناء الثورة المباركة إلى الإستقلال حيث كان يجمع السلاح ويرسله مع السلع في أكياس العدس خاصة· وقد نجا بأعجوبة من الإغتيال من طرف المستعمر إذ طوق الحراش أكثر من مرة عساهم يظفرون بهذا المزابي بكير كما كان يناديه أبناء الحراش هو وأخويه أحمد وحمودة هذا بفعل وشاية أذناب (البيوعة) فرنسا فتم تفجير محلهم الأول وبعد أيام فجروا لهم المحل الثاني ولم يبق لهم من المال أي شيء، وبفضل الأبطال والرجال والمحسنون آنذاك تم إعمار المحل والبدء من الصفر، في سبيل الله جاهد فقيدنا هو وأخويه إلى أن أطلت شمس الحرية على الوطن ... كرَّس حياته بعد طرد الإستعمار في تكوين الرجال وإعادة تأسيس تجارته، ونجح في ذلك فكان أبناؤه من خيرة أبناء المجتمع، الحاج بكير حريز وعائلته الكريمة الفاضلة من العائلات الربانية ولا نزكي على الله أحد فقد فتحت مسكنها ببرج الكيفان لعابري السبيل والطلبة والقاصي والداني وكان صالونها الأدبي قبلة علماء وملتقى للتواصل مع خيرة المشايخ· وقد شيعت جنازة الفقيد أمس الثلاثاء بمقبرة المؤذن بالقرارة في مشهد مهيب حيث كان الحضور مكثف من كل قرى وادي ميزاب وحتى من بعض الولايات، ناهيكم عن أبناء المنطقة إذ المناسبة مناسبة عيد· رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله وذويه وأحبابه جميل الصبر والسلوان·· (إنا لله وإنا إليه راجعون)··