إذا كانت المهيبة عادة جزائرية أصيلة توارثتها الأجيال منذ الأزل، فإنها اليوم أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على المقبلين على الزواج خاصة وأنها تتزامن في هذه الفترة مع ثلاث مناسبات دينية في شهر واحد قد تجعل العريس يتراجع عن فكرة الزواج أمام الغلاء الفاحش التي تعرفه ملابس العروس والذهب. مهيبة العيد محرم وعاشوراء لامناص منها عند العائلات الجزائرية بحكم إنها تصنف في باب العادات والتقاليد الجزائرية غير أنها أصبحت حاجز لدى الكثير خاصة العائلات التي أقدمت على الخطبة لاثنين من أبنائها تقليلا تكاليف العرس، فبعد ميزانية كبش العيد والمهيبة والتي لا تقل قيمتها عن 05 ألاف دينار هاهي تربط الحزام لتوفر ميزانية مهيبة محرم وعاشوراء التي لا يفصلنا عنا سوى بضعة أسابيع الأمر الذي جعل البعض يفكر في إلغاء هذه العادة خاصة أصحاب الدخل الضعيف. وفي هذا الصدد صرحت السيدة "حفيظة" أنها أقدمت على خطبة فتاتين لابنيها لتتجنب تكاليف عرسين حيث ستقيم لهما عرسا واحدا بداية فصل الصيف لكن اقتراب المناسبات الدينية أصبح يشكل لها هاجسا فهي مجبرة على اقتناء ملابس للعروستين كهدية في هذه المناسبة وهو الأمر الذي أرهق ميزانية ابنيها اللذين يشتغلان في الوظيف العمومي وراتبهما لا يساعدهما على دفع مصاريف إضافية مؤكدة أن تفهم العروستين لوضعهما، سهل لها الأمر قليلا فهي ليست مجبرة على اقتناء لهم بعض القطع الذهبية كما جرت العادة عليه في السابق حيث ستقوم باقتناء قطعتين من الملابس وفق المبلغ الذي سيمنحه لها ابنيها والذي يتعدى في الغالب 05 ألاف دينار. من جهة أخرى أكد لنا "محمد" انه عقد العزم على عدم تقديم مهيبة محرم وعاشوراء لخطيبته بسبب الغلاء الذي يعرفه جهاز العروس وانه اقتصر الأمر على مهيبة العيد حيث قام باقتناء لها جبة خليجية اخترتها بنفسها إلى جانب فخذ الأضحية، وهو مناقض تماما لما أقدم عليه "مهدي" الذي لا يفصله على حفل زواجه سوى شهر واحد حيث صرح انه ضيع على عروسه مهيبة العيد لما فيها من تكاليف ترهقه أمام اقتراب موعد العرس الذي كلفه لحد الساعة قرابة 32 مليون سنتيم مؤكدة إن عروسه في بداية الأمر غضبت عندما أعلمها انه لن يحضر لها المهيبة غير أنها تفهمت الأمر لاحقا وأخبرته أنها ستبقى دين على عنقه سيقوم بتسديده بعد الزفاف. وفي السياق أكدت إحدى السيدات أن المهيبة ليست واجب غير أن كل شخص ينفق على مقدوره فهي عبارة عن هدية تقدم للعروس من عريسها في المناسبات الدينية وان مهيبة عاشوراء محرم قد تجاهلتها العديد من العائلات الجزائرية فيما أبقت على مهيبة العيدين والمولود النبوي الشريف مشيرة أن قام بتزويج ثلاثة من أبنائها وأنها لم تتدخل أبدا في المهيبة حيث تركت لهم حرية اختيار هدايا المهيبة بالاتفاق مع العرائس فهناك من اقتنى الذهب وهناك من قام باقتناء الملابس كل واحد حسب ميزانيته.