عاش المطار العسكري ببوفاريك، في البليدة، يوم أمس جوّا من الفرح امتزجت فيه هتافات الفرح بدموع أفراد العائلات التي كانت بانتظار ذويها العائدين من قبضة القراصنة الصوماليين بعد غياب طويل عاشت فيه عائلات المحتجزين (سوسبانسا) لا يطاق، كما ذكرته إحدى النّسوة التي كانت تنتظر زوجها أمام مدخل المطار بعدما امتزجت على ملامحها عبارات الحزن والفرح في آن واحد بعدما فقدت الأمل في ملاقاة رفيق درب حياتها، خاصّة عندما امتنعت السلطات عن دفع الفدية للمختطفين الصوماليين· فرح وسعادة غمرت أسر المختطفين الجزائريين الذين شاءت الأقدار أن يعودوا إلى أرض الوطن بعد غياب دام ما يقارب ال 10 أشهر بعيدين عن ذويهم كرهائن في قبضة القراصنة الصوماليين. دموع، صراخ، فرحة، أشخاص تائهون وأمّهات وأطفال يبكون ليدخلوا إلى القاعة الشرفية من أجل ملاقاة الابن أو الأب المختطف، متوسّلين المصالح المختصّة أن تدخلهم مع أسماء القائمة المعدّة من طرف وزارة الخارجية حتى يتمكّنوا من رؤية من افتقدوه طيلة المدّة المذكورة. هي أجواء وأخرى عاشها مطار بوفاريك العسكري أمس الذي اكتظّ بكوكبة عديدة من العائلات القادمة من كلّ بقعة من التراب الوطني· ** نهاية سعيدة لرحلة شاقّة بالعودة إلى أرض الوطن ورؤية أحبّائهم بعد انتهاء المأساة نهاية سعيدة، حيث أطلق سراح ال 17 أثمرت المساعي الحثيثة للدبلوماسية الجزائرية أمس بنهاية سعيدة للبحّارة الجزائريين المختطفين من طرف القراصنة الصوماليين منذ حوالي 10 أشهر كرهائن لديهم من أجل مقايضتهم بفدية التي رفضت من طرف السلطات الجزائرية. وتشير إحدى السيّدات التي التقت بها (أخبار اليوم) بالقرب من مدخل المطار العسكري لبوفاريك، إلى أن خبر طلب الفدية من المختطفين وما لحق ذلك من تداعيات القضية، خاصّة بعد رفض السلطات الجزائرية دفعها لتحريرهم، نزل على كافّة العائلات التي تنتظر ذويها كالصاعقة، حيث لمّح الكلّ إلى أن الأزمة زادت من التعقيد ما يزيح أيّ أمل في عودة المحتجزين أحياء إلى ذويهم، وهو ما ترك العائلات في حيرة فاقدة للأمل في رؤيتهم مرّة أخرى أحياء يرزقون، غير أن القدر كتب لهؤلاء العودة من جديد. وتشير ذات السيّدة التي كانت تنتظر وصول قريبها على أحرّ من الجمر إلى أن أحد المحتجزين الجزائريين تمّ إطلاق سراحه الشهر المنصرم بعد تعرّضه لأزمة قلبية، ليبقى ال 16 منهم في قبضة القراصنة يواجهون مختلف المعاناة والتهديدات إلى غاية لحظة إطلاق سراحهم والإعلان عنه في كلّ وسائل الإعلام، وهو الخبر الذي أثلج صدور كلّ من المحتجزين وعائلاتهم· ** فرحة·· ونرفزة بسبب قائمة الخارجية! كانت الساعة تشير إلى الثانية ونصف زوالا عندما وصلت (أخبار اليوم) إلى مطار بوفاريك العسكري، أجواء من الفرحة امتزجت بها دموع وصراخ من هنا وهناك، الكلّ يريد أن يدخل إلى القاعة الشرفية لرؤية العزيز الذي فقدوه طيلة الأشهر الماضية، عيون مرتقبة، امرأة تتكلّم بصوت عال من أجل الدخول وأعوان الأمن المكلّفين بالعملية وحراسة المدخل تائهين بين إرضاء العائلات للدخول مرّة واحدة أو اتّباع الأوامر الفوقية، خاصّة وأنهم استلموا القائمة المعدّة مسبقا من طرف وزارة الخارجية، والتي أدمجت 3 أسماء فقط من عائلة واحدة أكثر المقرّبين لمحتجز واحد. وهو القرار الذي لم يرض العائلات المتبقّية أمام مدخل المطار، الكلّ يريد الولوج غير أن الإرشادات المقدّمة للجهات القائمة على العملية اقتصرت الدخول على 3 أشخاص لكلّ فرد من المحتجزين. الموقف الذي أجبر الأعوان على تهدئة الأوضاع وإخبار العائلات المتبقّية بكتابة أسمائهم في قائمة مرفقيها ببطاقات الهوية علّهم يجدون طريقة لإدخالهم إلى القاعة بعد تلقّي الردّ من أعلى السلطات بالمطار، هي آخر الأجواء التي رصدتها (أخبار اليوم) قبل مغادرة أرضية مطار بوفاريك· *** فحوص طبّية للبحّارة أشارت بعض المصادر من محيط العائلات التي كانت تنتظر ذويها بالقرب من مدخل مطار بوفاريك العسكري إلى أن الصراخ الذي أطلقه البعض والمصحوب بالنرفزة من أجل الدخول إلى القاعة الشرفية بالمطار لرؤية ذويهم المحتجزين لم يكن من غير سبب، حيث أن أفراد عائلات البحّارة سيضطرّون إلى الانتظار لمدّة أ سبوع آخر من أجل لقائهم، خاصّة وأنهم أخطروا بأن البحّارة الذين كانوا رهائن لدى القراصنة الصوماليين سيمضون فترة نقاهة وراحة لإجراء كامل الفحوص الطبّية بالمستشفى العسكري لعين النّعجة، وهو ما لم يتمكّن من حضروا لملاقاتهم من هضمه، خاصّة وأنهم كانوا مشتاقين لمعانقتهم ورؤيتهم ولو مرّة واحدة قبل نقلهم إلى المستشفى·