تعاني الكثير من الأسر الجزائرية، من غلاء أسعار الحفاظات الموجودة في الأسواق، خاصة الحفاظات العالية الجودة، وذات النوعيات المعروفة، والتي صارت في الآونة الأخيرة إلزامية على كل أسرة مهما كان مركزها الاجتماعي أو دخلها. ففي الوقت الذي استغنت وامتنعت اغلب الأسر على اقتناء الحفاظات الرخيصة، التي انتشرت مؤخرا في الأسواق، لإدراكهم التام بخطورتها، وبما تسببه من التهابات جلدية خطيرة لبشرة الطفل الحساسة، إذ تصنع هذه الحفاظات من مواد تسبب الحساسية والتهيج، فصناع هذه المنتجات لا يعتمدون على المعايير الدولية المعمول بها في صناعة الحفاظات، التي تعتمد في الأساس على مادة القطن، الذي يتميز بامتصاصه للرطوبة والسوائل، وبالتالي شعور الطفل بالراحة، فبعد أن كانت تعرف إقبالا منقطع النظير عليها في الماضي، هاهي الأمهات اليوم تستغني عنها وتعوضها بالحفاظات ذات النوعية المعروفة، والتي تجعل الطفل يشعر بالراحة والطمأنينة، غير أن ارتفاع أسعار هذه الأخيرة، سبب نوعا من التذمر والاستياء لدى العديد من أرباب البيوت، فسعر القطعة الواحدة من هذه الحفاظات يصل إلى 25و35دج، في حين يصل ثمن العلبة الواحدة ما بين 150و350دج حسب النوعية المختارة، وهو الأمر الذي وضع الأسر بين نارين، نار اقتنائها بأسعارها المرتفعة، او الاستغناء عنها وتعريض حياة أطفالهم لخطر الإصابة بالتهابات جلدية، ما اضطر بعضهم إلى وضع ميزانية خاصة لشراء الحفاظات فقط. تقول السيدة (م. ك) وهي أم لطفلة لم تبلغ بعد السنة من عمرها، أنها تعاني كثيرا من ارتفاع أسعار مستلزمات الأطفال، خاصة بالنسبة للحفاظات، فهي تستهلك من أربع إلى خمس علب في الشهر، وهو ما لا يتماشى مع ميزانيتها، والطفل لا يحتاج فقط للحفاظات وإنما إلى الحليب والدواء والملابس، وفي ظل الارتفاع الذي يمس كل هذه المستلزمات، يكون لزاما الاستغناء عن إحداها لضمان التوازن في النفقات. من جهتها تقول السيدة (ف. غ) وهي أم لطفلين وعاملة في نفس الوقت، أنها عانت كثيرا مع ابنها الأكبر جراء استعمالها للحفاظات الرخيصة، لكنها اليوم ومنذ تاريخ ولادة طفلها الجديد قررت الاستغناء نهائيا عن هذه الحفاظات، خصوصا بعد تعرض ابنها لالتهابات خطيرة، مازالت آثارها تشوه جسده الصغير، لكن وبرغم استبدالها بنوعية أخرى، إلا أنها اليوم أصبحت تعاني من مشكلة أخرى تتمثل في عدم قدرتها على توفيرها، وبما أنها تستعمل حفاظات من النوع المعروف التي تحمي بشرة الطفل وتوفر له الراحة، فعليها دفع مبالغ مالية مرتفعة، في سبيل تحقيق ذلك، لتضيف بأنها تستعمل من أربع إلى خمس حفاظات يوميا لتستهلك بذلك علبة كاملة في يومين، متسائلة كم يلزمها من المال، لتتمكن من التوفيق بين مستلزمات وليدها وبين ما يحتاج إليه البيت، في ظل الغلاء المعيشي الذي تعرفه الجزائر. السيدة (أ. م) تقول بأن الحفاظات الغالية الثمن، لا توفر هي الأخرى الحماية الكافية، فإذا كانت لا تسبب الالتهاب والتهيج لبشرة الطفل، فهي تتسبب في كثير من الأحيان في التسرب، وهو ما من شأنه أن يتسبب في مرض الطفل، ليبقى رب الأسرة يعاني، ويبحث عن حل ليتمكن من تغطية كل ما يحتاجه الطفل، في ظل الارتفاع الذي تشهده غالبية مستلزمات الأطفال، وعلى رأسها الحفاظات.