تتلقى وكالة الضمان الاجتماعي المتواجدة بباب عزون العديد من الشكاوى يوميا من أشخاص طال انتظارهم لبطاقة الشفاء التي لا تريد أن تأتي رغم مرور عدة أشهر على وضع طلبها على مستوى هذه الوكالة، إلا أنهم لم يستفيدوا منها ولم يستلموها إلى غاية الساعة، إذ لا زالوا يستعملون دفتر التعويض القديم والذي يعاد تجديده كل شهر بعد أن كان كل عام بعد تطبيق التعامل ببطاقة الشفاء في كل الصيدليات· ويلجأ بعض المتقاعدين الذين غالبا ما يعانون من أمراض مزمنة تستدعي منهم علاجا مكثفا وربما دائما، لاستعمال هذا الدفتر بصفة دورية، وأحيانا لا ينتبهون أن مدة صلاحية الدفتر قد انتهت ويجب عليهم التنقل إلى الوكالة الأقرب إليهم والتابعين لها لتجديد الدفتر مع اصطحاب وصفة الطبيب، وفي كل مرة يمرون عبر غرفة المراقبة، ليتأكد الطبيب المختص أن المريض مصاب فعلا بهذا المرض الذي يستوجب هذا الدواء الموصوف من قبل طبيبه، وبعد التأكد والمطابقة تأتي الموافقة والمصادقة على الوصفة، ومن ثمة تجديد الدفتر ثم الانتقال إلى الصيدلية لشراء الدواء رغم أن بعضهم مستفيد مائة بالمائة من التعويض والتأمين إلا أنه غالبا ما يشار ببعض النسبة خاصة إذا كانت الوصفة تحوي بعض الأدوية غير المعوضة من طرف مصالح الضمان الاجتماعي، كالفيتامينات بكل أنواعها وبعض الأدوية الأخرى· نفس العملية يجتازها بعض المرضى الذين لديهم وصفات عريضة وطويلة لقوائم أدوية بكميات كبيرة، فحين تتجاوز قيمة الوصفة مثلا أكثر من مليون وخمسمائة دينار هنا يرفض الصيدلي منحها للمريض حتى ولو كان في حالة خطيرة، إذ يطلب منه موافقة ومصادقة وكالة الضمان الاجتماعي التابع لها·· فكانت بطاقة الشفاء نوعا من التسهيل على هؤلاء المرضى خاصة المتقاعدين من كبار السن ذوي الأمراض المزمنة الذين يتابعون علاجا دوريا خاصا، إلا أن بعضهم اشتكى من طول انتظاره لهذه البطاقة في مدة تجاوزت أكثر من أربعة أشهر عند البعض، ففي كل مرة يقول لهم الموظفون في وكالة باب عزون بأن بطاقاتهم لم تنجز بعد وأن الخلل ليس من عندهم بل من المديرية المركزية، فالملفات بعثت في تاريخها دون تأخير إلا أن المعنيين بالأمر لم يرسلوا إلى الآن البطاقات المنجزة، بل هناك من المتقاعدين من ضيع ملفه وطولب بإعادة الملف بعد انتظار فاق أربعة أشهر والحجة هو المديرية المركزية·· المتقاعدون من جهتهم يلقون باللوم على الوكالات وعلى المسؤولين عليها فالمتقاعد -حسبهم- مظلوم أينما ذهب، فراتب تقاعده زهيد جدا مقارنة مع خدمة السنوات الطويلة التي قضاها في عمله، وهو غير محترم في كل الإدارات التي يتوجه إليها من أجل استخراج أوراقه، فمن يرفع الظلم عن المتقاعدين؟