يبقى بيع النظارات بطريقة عشوائية آفة منتشرة بكامل أزقتنا وشوارعنا على الرغم من الآثار السلبية التي تخلفها على العيون بعد أن تزايد مرض العيون في الجزائر وأضحى عشرات المرضى مهددين بفقدان البصر لاسيما مرضى الضغط الدموي أو "الغلوكوم" إلا أن تلك الأمراض لم تغن البعض عن الإقبال عليها سيما مع انخفاض أسعارها على مستوى الطاولات. نسيمة خباجة ينشط العديد من الرجال والشبان في بيع النظارات سواء الشمسية أو الطبية وان كان تأثير النوعين بوجه سلبي على العيون أمر وارد إلا أن استمرار الظاهرة لازال متواصلا عبر طرقاتنا، والأمر المحير أن كافة الفئات تقبل على اقتناء تلك النظارات سواء مدمني استعمال النظارات الشمسية أو حتى الطبية بعد أن باتت هي الأخرى تباع على قارعة الطرقات، وما على الزبون إلا الاختيار بعد الإتيان بالوصفة بل حتى بدون وصفة بعد أن أصبح الكثيرون أطباء أنفسهم ولحق الخطر حتى منطقة العين التي تعد منطقة جد حساسة، لكن انعدام مسؤولية البعض أدى بهم إلى الإقدام على تلك الأفعال التي تضر بهم. وفي جولة لنا عبر بعض أزقة العاصمة وشوارعها قابلنا الانتشار الواسع لتلك الطاولات العارضة للنظارات الشمسية والطبية وكانت تعرف تهافتا من طرف الزبائن من مختلف الأعمار وبعد أن كان الإقبال مقتصرا على النظارات الشمسية التي تمكن المرء من التباهي بعد دفع ثمن قليل، وقفنا على الإقبال الكبير على النظارات الطبية ومن الزبائن من كان مرفقا بوصفة وزبائن آخرين كانوا من دون وصفة واعتمدوا على إرشادات البائع الذي لا ندري هل هو تاجر أم طبيب مختص في العيون. اقتربنا من طاولة البيع بساحة أول ماي وارتأينا التقرب إلى بعض المواطنين والوقوف على مدى تقبلهم لتلك النظارات ودوافع إقبالهم عليها فكان السبب الأول غلاء ثمن النظارات سواء الطبية أو الشمسية والتي لا تنزل عن 5000 دينار وقد تصل الشمسية ذات الجودة العالية إلى 15000 دينار فالغلاء هو السبب الرئيسي الذي ألقى بهؤلاء إلى هناك من اجل الاستنجاد بالباعة الفوضويين سواء بغرض جلب النظارات الشمسية أو الطبية على حد سواء. منهم السيد عمر الذي قال انه أحس بضعف في بصره فما كان عليه إلا المسارعة إلى اقرب مستوصف أين وصف له الطبيب نظارات طبية يستعملها في اقرب الآجال ومع قلة مداخيله استنجد بتلك الطاولات التي وفرتها إلى أن تفرج كربته ويقبل على مختص في بيع النظارات لجلبها من هناك ليضيف أن الأسعار المتداولة هناك لا تشجع على الإقبال على هؤلاء المختصين على الرغم من تيقن الكل من عدم صلاحية تلك المعروضة على الطرقات إلا انه ليست باليد حيلة. نفس ما راحت إليه الآنسة حفيظة التي قالت أنها تهوى كثيرا لبس النظارات الشمسية للتباهي بها وكذا من اجل تخفيف تأثير أشعة الشمس على عينيها وقالت انه لو بيدها لاقتنتها من عند مختص إلا أن أسعارها هناك هي جد ملتهبة ولا تمكن المرء من استعمال النظارات لتضيف أنها مرة أقبلت على احد المحلات المختصة واختارت واحدة فاخبرها صاحب المحل أنها تصل إلى 8000 دينار وهو المبلغ الذي لا تقوى عليه مما جعلها تفر وعلى الرغم من يقينها من التأثيرات السلبية الحاصلة إلا أنها تتعمد ذلك لتختم الكلام بعبارة "ربي الستار".