عبر سكان حي 109 مسكن ببومعطي ببلدية الحراش عن مدى استيائهم من سياسة التهميش والإقصاء المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلية التي لا تعير للفوضى وتدهور الوضع العام لحيهم أدنى اهتمام أو التفاتة تذكر، سيما في التكفل باحتياجات ومطالب السكان بهذا الحي الشعبي الذي يفتقر إلى أدنى الخدمات، بالإضافة إلى غياب التهيئة على عكس الأحياء المجاورة التي نالت نصيبها من التنمية والتهيئة من طرف المسؤولين الذين وقفوا على قدم وساق لأجل إنجاز مشاريع تنموية معتبرة أخرجت هذه الأخيرة من عزلتها ورفعت الغبن عنها على حد تعبيرهم أما حيهم فبقي منسيا. وفي هذا الصدد كشف سكان الحي المذكور عن أبرز المشاكل التي نغصت عليهم راحتهم وأبرزها وضعية السوق الموازي لمساكنهم بسبب الفوضى العارمة والصراخ الدائم للتجار، إضافة إلى المشاجرات اليومية التي تبدأ بالملاسنات الكلامية وتنتهي أحيانا بالتطاول بالأيدي بين هؤلاء التجار والزبائن وتنتهي في غالب الأحيان إلى استعمال الأسلحة البيضاء مما بات يهدد أمن السكان وسلامتهم، وما زاد الوضع تأزما هو تحين اللصوص فرصة الشجارات القائمة بين التجار والسكان أحيانا لتنفيذ عمليات السرقة والاعتداءات على المواطنين بالسوق والاختباء بمداخل العمارات، ووصل الأمر بهؤلاء إلى تحويل هذه المداخل إلى مراحيض يقضون فيها حوائجهم ما حول فضاءها إلى روائح كريهة تتقزز لها الأنفس وتمتد إلى كل أرجاء العمارة. وفي هذا السياق أضاف محدثنا أنهم عمدوا إلى تسييج محيط مجمعهم بجدار حجري بأموالهم الخاصة تجنبا لمثل هذه التصرفات الأخلاقية، مطالبين بتدخل البلدية بتهيئة المساحات التابعة للمجمع السكني وذلك بتشجير الساحات وتعبيد مسالك الراجلين ومواقف السيارات، متسائلين عن أسباب توقف مشروع التهيئة بالحي وتشجيره بعدما أعطت البلدية الإيحاء بالشروع في تزفيت الحي وتزويده بالأرصفة باستقدام كل اللوازم وبعض المعدات إلا أن المشروع لازال وقف التنفيذ لحد الساعة ويتساءل السكان لماذا هذا التأخير والتماطل. وحسب العائلات فإن حيهم غارق في النفايات مما أدى إلى الانتشار المذهل لكل أنواع الحشرات الضارة، خصوصا البعوض والناموس الذي أرهق كاهلهم ونغص نومهم سيما في فصل الصيف، وحسب هؤلاء فإن السبب الرئيسي هو الغياب التام لأعوان النظافة الذين لايزورن الحي إلا بالشهر والشهرين وكأن الحي خارج مجال اهتمام السلطات المحلية والحي غير تابع للبلدية، وهذا الوضع أدى أيضا إلى جلب مختلف الحيوانات الضالة، وحسبهم لم يتوقف الوضع المتردي عند هذا الحد بل تعدى إلى حالة متقدمة من تدهور للشقق الموّزعة عليهم بصيغة السكن الاجتماعي التي يعاني السكان منذ استلامها من التسربات المتواصلة للمياه عبر الشقق والاهتراء الواضح في أنواع التبليط والطلاء، فضلا عن ضيق مساحات الشقق المتكونة من غرفتين يتواجد بالعائلة الواحدة من 8 إلى 10 أفراد مما خلق عدة مشاكل نفسية وعصبية لدى معظم القاطنين بذات الحي، وعبر صفحاتنا يجدد سكان حي 109 ببومعطي مطالبة السلطات المحلية بتوفير الأمن بالحي خصوصا بالسوق الموازي لعمارتهم وإدراج بعض المشاريع الخاصة بإعادة تهيئة الحي والمحيط العام له من خلال تخصيص فضاءات للعب ومساحات خضراء وغيرها.