جاء في التقرير الأخير الذي كشف عنه مدير الصحّة بولاية بجاية في الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي أن الخدمات الصحّية ستعرف تحسّنا وانتعاشا على مستوى الولاية مستقبلا، وسيتمّ التكفّل بشكل أفضل بسكان بلديات الولاية بالنّظر إلى الأهمّية القصوى التي توليها الدولة فيما يخصّ هذا الجانب. يأتي هذا في وقت تسجّل فيه الولاية عجزا ملحوظا فيما يخصّ طبّ النّساء الذي يبقى مطروحا بشدّة في مختلف مستشفيات دوائر الولاية كون أن السيّدات الحوامل لا يزلن يعانين كثيرا من نقص هذه الخدمات الصحّية، وبالأخصّ من سوء الاستقبال، سيّما في فترات اللّيل. حيث كشف لنا العديد من المواطنين في هذا الصدد أن كثيرا من النّساء الحوامل يتمّ توجيههنّ إلى مستشفيات عاصمة الولاية، وبالأخصّ مستشفى »إيغيل أعزوڤ«. وبالرغم من توفّر ولاية بجاية على ميزانيات هامّة في هذا المجال، إلاّ أنها لاتزال تفتقد إلى أخصّائيين في التوليد، وهو ما سجّلناه في عيادة التوليد بخرّاطة التي تضمّ 10 أسِرّة فقط، بالإضافة إلى الغياب التامّ لطبيب مختصّ. وقال محدّثونا في هذا الصدد إن هذا الوضع جعل العديد من النّساء يعدن من حيث أتين، ويتعلّق الأمر بالخصوص بالنّساء الحوامل اللاّئي يقطنّ في الأرياف، حيث يتمّ توجيههنّ إلى مختلف عيادات التوليد بعاصمة الولاية كون عيادة التوليد بخرّاطة لا تستطيع في بعض الأحيان أن تستوعب العدد الكبير من النّساء المقبلات على الولادة، ممّا يتطلّب نقل بعضهن إلى مختلف مصالح التوليد بالولاية، ما يعني التنقّل مسافة 60 كيلو مترا. وكشفت مجموعة من سكان بلدية ذراع القائد أن نساءهم يعانين نفس المشاكل حينما يتمّ نقلهنّ إلى عيادة التوليد بخرّاطة في ساعات متأخّرة من اللّيل، حيث يستقبلن بالرّفض من طرف عمّال مصلحة الولادة، الأمر الذي يتطلّب نقلهن إلى مصلحة التوليد ببجاية، في حين -كشف أحد العمّال بالمؤسسة الاستشفائية بخرّاطة- أن الطبيب لا يكون دائما في المتناول كونه يعمل في إحدى العيادات الخاصّة، نفس الشيء بالنّسبة للعيادات الأخرى. وأمام هذا الوضع، تبقى معاناة الحوامل كبيرة، خاصّة القاطنات بالقرى والمداشر، إذ تضطرّ الغالبية إلى وضع مواليدهنّ في البيوت بالطرق التقليدية. إلى جانب هذا، وقصد التخفيف من معاناة مرضى الولاية علمت »أخبار اليوم« بأن مستشفى »خليل عمران« ببجاية تعزّز مؤخّرا بجهاز »سكانير« تحسّبا لتأهيله إلى مركز استشفائي جامعي مؤقّتا. كما استفادت مصلحة المساعدة الطبّية المستعجلة من 06 سيّارات إسعاف طبّية للتكفّل بعملية نقل الحالات الاستعجالية، في وقت مازال فيه القطاع الصحّي في الولاية يعاني من نقائص عديدة في الكثير من المجالات تحول أحيانا دون قيام الأطبّاء بمهامهم. وتأتي عملية دعم مستشفى »خليل عمران« بجهاز »سكانير« بعد استفادة هذا الأخير من مركز للإشعاع الطبّي في إطار ميزانية الولاية، لكن ذلك لم يقض ولو على جزء من المشاكل التي يتكبّدها يوميا مرضى الولاية. وقد أكّد بعض الأطبّاء والممرّضين العاملين أن الأمر أحيانا يفوق قدراتهم في ظلّ النّقائص الكثيرة المسجّلة.