تعرف الخدمات الصحية في عموم ولاية الوادي ضعفا كبيرا لا يعكس حجم الاهتمام الذي توليه الدولة لهذا القطاع الحساس وذلك من خلال ضعف التغطية الجوارية، ويتجلى ببقاء العديد من وحدات العلاج مغلقة وكذا افتقار المستشفى المركزي لبعض المصالح الضرورية ونقص الكشف بالأجهزة المتطورة وضعف التكفل بمرضى العيون، وهو ما جعل الخدمات تصل إلى درجة التدهور في بعض الأحيان يبرره مدير الصحة بالتحسن بعد أسبوع من خلال إجاباته على أسئلة المنتخبين المحليين، لكن مر الأسبوع والأسابيع وظل الحال على ما هو عليه. حسب العديد من المواطنين الذين التقتهم "النهار" فإن الخدمات على مستوى المستشفى المركزي تقتصر على الفحوصات العادية، وذكر مواطن أن ابنه منذ 15 يوما يتواجد بالمستشفى ومهدد بالعمى دون أن يتمكن من معالجته، فلجأ إلى طلب المساعدة من الغير لإجراء عملية جراحية له لدى الخواص بالوادي بمبلغ 15 مليون. أما سكان حي العبايدة، ببلدية حاسي خليفة، فإن وحدة العلاج بحيهم أنجزت منذ 1994 ورممت أربع مرات وما تزال مغلقة كما هو حال العشرات من وحدات العلاج ببلديات الوادي. وأشار تقرير قدمه مدير الصحة إلى أن الهياكل الاستشفائية بالوادي تضم 4 مستشفيات و18 عيادة متعددة العلاجات و119 قاعة علاج تضمن في مجموعها 14 نقطة مداومة و12 دار ولادة و 33 مركزا لحماية الأمومة والطفولة و16 وحدة كشف ومتابعة مدرسية يسيرها هذه المرافق 76 طبيبا مختصا، و244 طبيب عام و86 جراح أسنان و 103صيدلي، و1269 ممرض. وقد مكث بمستشفى الوادي خلال سنة 2007 أكثر من 29350 مريض بمجموع أيام 73217 وبالمغير 6743 بمجموع أيام 24246 وتدعم القطاع حسب المدير دائما ب 35 طبيبا مختصا و103 طبيب عام و135 شبه طبي. في جانب الهياكل الجديدة، تحدث مدير الصحة عن نسبة 60 بالمائة في إنجاز دار ولادة حضرية واستفادت الهياكل ب 200 مليار و48 مليون، والتجهيزات ب 27 مليار منها أجهزة الجراحة بالمنظار وتجهيزات متطورة للقلب وأمراض العيون والعظام ومكيفات وثلاجات ومولدات كهربائية. وذكر تقرير لجنة التجهيز والتهيئة العمرانية بالمجلس الشعبي الولائي تلقت "النهار" نسخة منه أن مديرية الصحة تسير 42 عملية منذسنة 2002 إلى يومنا هذا بمبلغ 2.841.000.000.00 دج يظل أغلبها متأخرا، وفي التجهيز أكد مدير الصحة أن شرط البنزين آخر عملية اقتناء 12 سيارة إسعاف مسجلة منذ سنتين، وأوصى المجلس الولائي بضرورة تسريع عملية الاسناد للعمليات المتأخرة والعمل على الاستفادة من نقطة المراقبة على الحدود ودعم الهياكل بسكنات لتحفيز الأطباء وتفعيل ما هو موجود في تقرير المدير وجعله عملا ميدانيا وليس مجرد تقارير تطمح دائما للأفضل، والواقع يندب حظها حيث تظل وبإجماع أعضاء المجلس الولائي بالوادي الخدمات الصحية الحلقة الأضعف في سلسلة التنمية المحلية بهذه الولاية الصحراوية الحدودية.