أخذت البالوعات القسط الوافر من الاهتمام في هذه الأيام بين الناس ولعل أن فيضان باب الوادي أيقظ فيهم ذلك التوجس الذي أضحى يلازمهم كلما حل فصل الشتاء، خاصة وان الإشاعات التي كانت تتداول آنذاك أن سبب تلك الفيضانات التي خلفت العديد من الخسائر البشرية والمادية هي البالوعات التي كانت مسدودة مما أدى بالكل إلى رقابتها وحتى البلديات ما إن تتساقط قطرات من المطر حتى تهب إلى فتح مختلف البالوعات المنتشرة على إقليمها لتفادي خطر الفيضانات، لكن لا ينكر الجميع أن هناك بالوعات مهملة ملأتها الأوساخ من كل جانب وكأن البلديات المشرفة على تلك الأقاليم هي في سبات عميق، ولم تلقنها الدرس تلك الفيضانات التي مست العديد من الولايات وفيضان باب الوادي لعام 2001. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى أنحاء من العاصمة لرصد آرائهم حول آفة البالوعات المسدودة وما يتربص من مخاطر من جرائها على المواطنين خاصة وان لها دورا أساسيا في ابتلاع كميات كبيرة من الأمطار المتهاطلة ولو انفلت دورها لأدى الأمر إلى مخاطر عديدة. الآنسة منال، 25 عاما، أكدت أن دور تلك البالوعات جد أساسي ولا يمكن الاستهانة به وأضافت أنها كلما تابعت خطواتها فهي تلقي نظرة خاطفة على البعض منها التي تصادفها على مستوى الطريق من دون أن تشعر، "ولعل أن الأمور التي صادفناها في السنوات الماضية استخلصنا منها العبر" - تضيف- ولم تنف أن بعض البلديات لازالت تتغاضى عن بعض البالوعات المسدودة حتى في فصل الشتاء، نظير ذلك نجد أن بلديات أخرى تقوم بدورها الفعال في رقابة تلك البالوعات ومعالجة الانسداد فور حدوثه لكي لا نصل إلى أمور خطيرة تؤدي إلى ضحايا وخسائر مادية لاسيما عند تساقط الأمطار الغزيرة التي عادة ما تؤدي إلى كوارث. السيد عثمان من المدنية قال أن البالوعات أضحت تأخذ القسط الوافر من اهتمام السلطات وكذا المواطنين الذين يقومون برقابتها في كل وقت خاصة مع تساقط الأمطار كون أن معظمها تملاها النفايات والأوساخ في باقي الفصول، وحتى في فصل الشتاء بفعل النفايات التي تسربها المياه الجارية الناجمة عن الأمطار، مما يؤدي بالكل إلى رقابتها وقال انه في كم من مرة نظم حملات مع أبناء حيه لفك الانسداد عن البالوعات المنتشرة بمقاطعتهم لكي لا يصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه. وما لمسناه أثناء استطلاعنا آراء المواطنين هو ذلك الحس الذي بات يطبع فئات واسعة من المجتمع بعد أن ابتعدوا عن صفة الاتكالية وصاروا هم من ينجزون وينشغلون بكل ما يخص أحيائهم ويعود عليها بالفائدة ويبعد عنهم الأخطار فالحيطة والحذر ضروريين في فصل ينبىء بتهاطل أمطار غزيرة.