تقع منطقة (تيزي) على بعد 3 كلم عن عاصمة ولاية بجاية، وهي تقريبا في وسط العاصمة ما دامت تشكل جزءا هاما من المنطقة الحضرية حيث تمتد من إحدادن وإغيل أوعزوق إلى غاية سيدي بودراهم وهي ريفية بمنظرها وبواقعها المعاش المتجول في شوارع هذا الحي الكبير ينتابه إحساس وكأنه في منطقة ريفية، بها أبنية عالية ومساكن شيدها السكان تجمع بين النمط العصري والتقليدي· قاطنو هذه المنطقة الذين جاؤوا من عدة مناطق ريفية كالقرى والمداشر وحتى البلديات المجاورة منها بوخليفة، سوق الاثنين أوقاس، أيث عباس، فرعون، برباشة، يناشدون دوما السلطات المحلية للالتفات إليهم وإلى مشاكلهم ومعاناتهم اليومية المستمرة، بدءا من تذبذب في توزيع مياه الشرب، إنقطاعات متكررة للكهرباء وما ينجر عنها من إتلاف للأجهزة الكهرومنزلية، طرق شبه معبدة وتراب ووحل في كل زاوية ومكان، غياب النظافة وقمامات متطايرة ومبعثرة هنا وهناك إضافة إلى انتشار المنحرفين ومستهلكي المخدرات، نقص فادح في المرافق التربوية كالمدارس والمتوسطات، انعدام كلي للمرافق الشبانية والثقافية، تسجيل فوضى واختناق في حركة المرور نتيجة الطرق الضيقة وغياب التهيئة، نقص في وسائل النقل، كل هذه الأمور أصبحت اليوم تنغص حياة سكان هذه المنطقة، التي يصل تعدادها لحوالي 5000 نسمة والكثافة تتعدى المقاييس المطلوبة ديموغرافيا نتيجة البناء الفوضوي المنتشر كالجراد، فيما أن استمرار هذه الوضعية لا شك سيفاقم الأمور، ويمكن أن تخرج عن السيطرة في المستقبل المتوسط والبعيد، ولعل الاهتمام بها تنمويا سيزيل عنها الكثير من العوائق التي تقف في وجه التقويم الاجتماعي والتنموي، لذا فإن إنجاز مرافق تربوية وثقافية ودور للشباب، مع الالتفاف إلى مشاكل شريحة الشباب الذين لفظتهم المؤسسات التربوية بسبب التسرب المدرسي من جهة والطرد بسبب العنف المسجل من جهة أخرى، وفي غياب إجراءات عاجلة وإرادة صارمة من لدن السلطات المحلية، يبقى مصير أبناء هذه المنطقة يتجه نحو المجهول، وقد حاول السكان في العديد من المرات، خاصة مؤخرا لإيصال معاناتهم إلى القائمين على شؤون البلدية والولاية لكن يظن البعض أن الرسالة لم تغادر بعد هذا الحي، وبقيت عالقة في السماء، مادامت الجهات المعنية لم تتحرك لإخراجهم من بوتقة المشاكل المحيطة بهم·