يطالب سكان الحي القصديري المسمى بني جماعة، التابع إداريا لبلدية العفرون غرب ولاية البليدة، التدخل العاجل للسلطات المحلية، قصد انتشالهم من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها في ظل غياب مظاهر التنمية والعيش الكريم ومختلف المرافق الضرورية التي بإمكانها أن تضمن لسكان الحي الحد الأدنى من الحياة الكريمة، في ظل تنامي نصب البيوت القصديرية الأمر الذي أضفى على الحي حالة من الفوضى والعشوائية· يعاني سكان الحي من عدم ربط سكناتهم القصديرية بشبكات الصرف الصحي، ما يجبرهم على التخلص من فضلاتهم اعتمادا على الطرق البدائية وتشكيل حفر تقليدية لصرف المياه القذرة التي تبقى تشكل تهديدا صحيا وبيئيا خطيرا جدا على صحة السكان، لا سيما الأطفال الصغار منهم، كما أنها تعد مصدرا لجلب ملايين الحشرات اللاسعة والجرذان الوبائية وكذا انتشار الروائح الكريهة، ويشكو سكان حي بني جماعة من أزمة مياه حادة، خاصة وأن سكناتهم غير مربوطة بقنوات المياه الصالحة للشرب لتبقى معاناتهم قائمة مع غياب هذا المورد الهام جدا، الأمر الذي يجبرهم على جلبه من الأحياء المجاورة أو اقتناء صهاريج مياه لا تقل أثمانها عن 700 دينارا، كما أن غياب مادة الغاز الطبيعي يعد مشكلا آخر يسبب لهم الكثير من المتاعب مع جلب قارورات غاز البوتان التي تشهد ندرة حادة خاصة في فصل التساقط، إذ يبقى بعث مشروع لتوصيل سكناتهم بهذه المادة التي تتضاعف الحاجة إليها في فصل الشتاء من بين الأحلام التي تراود سكان هذا الحي النائي، الذي يعتبر نموذجا للتدهور البيئي جراء انتشار القاذورات والرمي العشوائي للنفايات المنزلية وهو الأمر المقلق الذي يتطلب تداركه في أقرب الآجال· وبسبب كل هذه المشاكل يطالب سكان حي بني جماعة الريفي بتحسين أوضاعهم المعيشية المزرية وإدراج مختلف المشاريع التنموية بحيهم من أجل التخفيف من وطأة معاناتهم· وعلى جانب آخر، يطالب قاطنو حي بن عاشور أو سكان 48 ولاية كما يسميه البعض التابع إداريا لبلدية البليدة، السلطات المحلية بضرورة التكفل بانشغالاتهم ومشاكلهم التي يتخبطون فيها منذ عدة سنوات والتي لم تجد بعد طريقها إلى الحل، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم وزاد من حدة تذمرهم واستيائهم إزاء الأوضاع المزرية التي يكابدونها، والتي زادت من إحساسهم بالغبن بسبب افتقار هذا الحي لأدنى ضروريات العيش الكريم من تهيئة حضرية وتوصيل للسكنات بمادة الغاز الطبيعي، وعبر سكان الحي عن استيائهم من الوضعية الكارثية التي آلت إليها طرقات الحي، حيث تتحول المسالك إلى مجموعة من البرك الممتلئة بالمياه العكرة والأوحال الضحلة خاصة في فصل الشتاء الأمر الذي يصعب من سيرهم وتنقلاتهم عبر أرجاء الحي، ودفع بقاطنيه لمطالبة الجهات المعنية بالنظر في انشغالاتهم والعمل على تحقيقها للحد من المعاناة التي يكابدونها منذ عدة سنوات· من ناحية أخرى يطالب سكان حي بن عاشور بضرورة تزويد حيهم بغاز المدينة، الذي أدى غيابه إلى تكبدهم معاناة رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان، في الوقت الذي يواجهون متاعب كبيرة لاقتناء هذه المادة الحيوية في أيام الشتاء البارد، وما يزيد من متاعبهم أثناء الظفر بقارورة غاز البوتان هو الصعوبة البالغة التي يواجهها عدد من سكان الحي في توصيلها إلى سكناتهم المرتفعة نظرا للطبيعة الجبلية التي تميز المنطقة، فقارورة الغاز أصبحت هاجسهم اليومي نظرا لقلة الإمكانيات وندرة وسائل النقل، وإن وجدت فإن أصحابها يرفضون نقلها لهم نظرا لصعوبة المسالك، ضف إلى ذلك الأعباء المالية التي أثقلت كاهل العائلات ذات الدخل الضعيف، حيث تضطر في بعض الحالات إلى شرائها بأثمان باهظة أنهكت جيوبهم· هذا وتجدر الإشارة أن السكان عمدوا إلى قطع الطريق الوطني رقم 29 خلال الأسابيع القليلة الفارطة، في محاولة منهم للفت انتباه المسؤولين إلى المشاكل التي يتخبطون فيها إلا أن أوضاعهم مازالت على حالها