كشفت أمس رئيسة المخبر الوطني لمرجعية داء السيدا بمعهد باستور بوزروب سليمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض الإيدز أنه تمّ تسجيل في الجزائر وإلى غاية سبتمبر من هذا العام 1234 حالة حامل لفيروس الإيدز و5381 حالة مصابة بمرض السيدا مند ظهور المرض وكان آخرها ظهور 64 حالة في شهر سبتمبر، ففي الجزائر العاصمة وخلال نفس الشهر تمّ تسجيل 134 حالة حاملة للفيروس و13 حالة مصابة بالمرض· بوزروب قالت خلال النّدوة التي عقدتها بمنتدى يومية (المجاهد) بالعاصمة إن تلك الحالات المعلن عنها تبقى بعيدة عن الواقع كون أن الكثيرين يبتعدون عن الكشف الدوري السرّي والمجّاني التي توفّره ستّة مراكز على المستوى الوطني هي مركز القطار وباستور في الجزائر ومراكز تنتشر في ولايات عنابةووهران وتمنراست، كما رأت أن التوعية بالمرض هي مسؤولية الجميع ووجب كسر حاجز المرض ودقّ ناقوس الخطر والابتعاد عن تلك الدهنيات، كما بيّنت أن المرض يعود أساسا إلى العلاقات الجنسية الشرعية منها وغير الشرعية، ممّا يؤدّي إلى ضرورة إجراء الكشف الطبّي قبل الزّواج لتفادي الفيروس وعدم حمله للأبناء، وأوضحت أنه تمّ في الجزائر تسجيل من جانفي إلى سبتمبر من السنة الجارية 64 حالة جديدة لحاملي فيروس السيدا، من بينهم 24 امرأة، مؤكّدة أنه تمّ تسجيل إصابة 16 رضيعا بالفيروس سنة 2010. هؤلاء الرضّع الذين تتراوح حالتهم بين الموت في الأسابيع الأولى أو مقاومة المرض لسنوات قليلة بالنّظر إلى نقصان مناعتهم، وقالت إنه وجب تكاثف الجهود لكشف الستار عن المرض لمقاومته، وأنها ليست مسؤولية وزارة الصحّة أو الجمعيات المساندة لمرضى الإيدز، بل هي مسؤولية الجميع على غرار المساجد التي وجب أن تأخذ على عاتقها توضيح الأمور. فمرض السيدا ليس مرادفا للعلاقات غير الشرعية، بل حتى العلاقات الشرعية من الممكن جدّا أن تؤدّي إلى حمل أحد أطراف العلاقة الزّوجية للفيروس في حال غياب الكشف الطبّي الذي أقرّه المشرّع مؤخّرا إلاّ أنه يغيب في مرّات عدّة عن الواقع، ممّا يؤدّي إلى الوقوع في تلك المشاكل وانتقال المرض إلى الأمّ ثمّ الجنين، كما أضافت أن الفئات الأكثر عرضة للمرض هي من 25 إلى 40 عاما، وأن العلاقات الجنسية تحتلّ 90 بالمائة من مسبّبات المرض، وأنه يمسّ النّساء أكثر من الرجال، وتأتي من بعدها الوسائل الطبّية غير المعقّمة والاستعمال المشترك لبعض المعدّات الحسّاسة كشفرات الحلاقة وكذلك التخدير عن طريق الحقن بالنّسبة لمتعاطيي المخدّرات· كما أوضحت السيّدة أن مرض السيدا ليس مرادفا أبدا للموت، لا سيّما بعد الكشف المبكّر عن الفيروس في مراحله الأولى ومن الممكن جدّا أن تطول مدّة العيش إلى 30 عاما في حال التكفّل الجيّد بالمريض، وأكّد في نفس السياق السيّد لارباس علي الأمين العام لجمعية (تضامن إيدز) أنه وجب التكفّل النّفسي بالمريض إلى جانب التكفّل الاجتماعي وعدم نبده من طرف الجماعة والتهرّب منه مثلما نلاحظه، ممّا أدّى بالجميع إلى إخفاء المرض وتلك هي الطامّة الكبرى التي تؤدّي إلى انتشار المرض خشية الفضح والبهدلة أمام الجماعة، فوجب الابتعاد عن تلك الدهنيات التي أدّت إلى تفاقم المرض واكتشاف عشرات الحالات في الشهر الواحد، وأكّد أن الكلّ يتهرّبون من الكشف على الرغم من توفّر مراكز تؤدّي الخدمة في سرّية وبالمجّان على غرار معهد باستور ومستشفى القطّار، إلى جانب مراكز أخرى عبر وهرانوعنابة وتمنراست، وقال إنه يمكن اعتبار أن تمنراست هي بوّابة حمل الفيروس بسبب الهجرة غير الشرعية عبر الحدود من دول إفريقية وختم بالقول إن التوعية هي جدّ ضرورية وإبعاد العقدة عن حامل الفيروس هو أمر ملزم وضروري، فالسيدا هو كغيره من الأمراض المزمنة الأخرى يعيش حامله وفق علاج دوري شامل وكامل ومن المحتمل جدّا أن يعيش لسنوات طويلة والأعمار تبقى بيد اللّه سبحانه وتعالى·