أعرب رئيس جمعية "تضامن ايدز"، بوفيسة حسان، عن استيائه الشديد من التمييز والنبذ الاجتماعي الذي يتعرض له المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب للايدز، بالرغم من توافر الحماية عبر قوانين مكافحة التمييز الا أنها تبقى بعيدة عن التطبيق. أكد "بوفيسة حسان" ان مرض السيدا لا زال من الطابوهات في الجزائر، بالرغم من مرور 23 سنة عن اكتشاف اول اصابة بالداء، لذلك فان المرضى يتعرضون للضغوط الاجتماعية ومخافة خلق الفضائح يفضل العديد ممن يعانون المرض الاختفاء بل التستر على على عائلاتهم مما يجعل الكثير منهم يرفض التوجه إلى مراكز الكشف رغم سر ومجانية خدماتها ليعود الفضل أساسا إلى مراكز حقن الدم حيث يكتشف فيها هذا النوع من الإصابات. مضيفا ان القوانين التي تحمي المرضى متوفرة الا انها تبقى حبرا على ورق وهذا ما تعكسه شكاوي المصابين الكثيرة التي تصل الى مقر الجمعية، خاصة وان الكثير منهم يتلقون صعوبات كثيرة في تلقي ابسط العلاج خارج المؤسسة الاستشفائية التي يعالجون فيها، كالقيام بعملية جراحية حول مرض معين او قلع ضرس. اما عن عدد المصابين قال رئيس جمعية "تضامن إيدز" أن الأرقام المقدمة لا تعكس الواقع، كون عدد من المصابين يجهلون حملهم للفيروس، مشيرا الى ان الأرقام الرسمية المقدمة من وزارة الصحة واصلاح المستشفيات تشير إلى ما يقارب الألفين فقط. وفي ظل تضارب هذه الأرقام بين التضخيم والتقليص يسجل العارفون بملف السيدا والمتتبعون لمنحى الإصابات، ارتفاع مطردا في عدد الحالات المسجلة بمتوسط 50 حالة جديدة سنويا بالنسبة للمصابين مقابل ما بين 250 إلى 300 حامل للفيروس سنويا ومن جهتها رئيسة جمعية الحياة من اجل حاملي فيروس الايدز قالت أن الجزائر بها 07 مراكز متوفرة للكشف السري والمجاني عن داء السيدا منتشرة عبر عدد من ولايات الوطن منها مركز عنابة، تمنراست، وهران، مركزي الجزائر العاصمة مستشفى القطار والمستشفى العسكري لعين النعجة. وهو ما يضمن الكشف المبكر عن الداء، أما عن الأدوية الخاصة بداء السيدا توفر الجهة الوصية أكثر من 32 دواء مسجل على مستوى الوزارة تدخل كلها في إطار التكفل بمرضى الإيدز كما اشار المختصون إلى انحصار الإصابات في الشريحة العمرية ما بين 19 و49 سنة أكثر من غيرها، مع تسجيل في السنوات الأخيرة تقارب يكاد يصل إلى 50 بالمائة بين الإصابات لدى الإناث والذكور عكس ما كان مسجلا عند بداية ظهور المرض. وتبقى طرق انتقال العدوى رغم الحملات التحسيسية تعود أساسا إلى الجنس لتنحصر دائرة المعرضين للإصابة بهذا الفيروس في الدعارة والمدمنين على المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين. والملاحظ هو ارتفاع في النساء المتزوجات اللواتي يكتشفن الإصابة عند الولادة ويظهر أن سبب العدوى الزوج، حيث رصدت دراسة ميدانية قام بها باحثون على عينة مكونة من 3044 امرأة حامل 16 حالة إيجابية المصل، أي بنسبة 0.35 في الألف من المجتمع أو بعبارة أخرى 2000 امرأة حاملة للفيروس في خمس ولايات من الشرق بما فيها ولاية عنابة. وأمام هذا الواقع سطرت السلطات عدة تدابير للحد من انتشار الإيدز، من خلال برنامجا وطنيا لمكافحة السيدا عبر أربعة ميادين تتمثل في كيفية التعرف على وسائل الوقاية وتدعيم التكفل الطبي الشامل بكل المصابين بالمرض وتجنيد الحركة الجمعوية، مع تدعيم التسيير الكيفي للمعلومات، بالتزامن مع متابعة وتقييم البرنامج.