كشف الدكتور اسكندر عبد القادر صوفي، رئيس جمعية ''أنيس'' لمكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا وترقية الصحة، عن وجود 32 ألف متعايش مع السيدا بالجزائر، أي بنسبة 1 %، مع تسجيل 600 حالة جديدة مند بداية السنة الجارية. وعلى هامش اطلاق الحملة الوطنية لحماية النساء والأطفال من السيدا والتي حملت في طياتها برنامجا ثريا على طول السنة سيمس كل ولايات الوطن، قال إن هناك مشروع شراكة بين جمعية ''أنيس'' ومنظمة ''أسماد'' الفرنسية لتبادل الخبرات بين الأطباء الجزائريين والفرنسيين لتقديم خدمات أفضل للمصابين بالإيدز وانقاذ من يمكن إنقاذهم. حملة جمعية ''أنيس'' الوطنية الرامية إلى حماية النساء والأطفال من السيدا، الثلاثية المحاور - التحسيس والتوعية، حشد الدعم والمناصرة، والتكفل بالنساء والأطفال المصابين بالإيدز - ستعرف برنامجا تحسيسيا وعمليا ثريا طوال السنة، خاصة ان الكثير من المدن الكبرى للوطن التي تعتبر مراكز عبور على غرار تمنراست، الجزائر، وهران، بجاية وسطيف، تعرف خطر التعايش مع الإيدز مما يستدعي حملات التوعية التي سيشرف عليها أخصائيون وفنانون ووجوه سياسية برلمانية، وقد نبه السيد اسكندر الى ان هذا الاختيار لم يكن اعتباطيا لكنه مدروس وذو غايات، فاختيار السيدة زهية بن عروس الوجه الإعلامي الذي دخل البيوت واستأنست به العائلات لسنوات من خلال نشرات الثامنة، سيكفل القبول والمتابعة وهو ذات الآمر مع الفنانة أمل وهبي والقافلة الفنية الطويلة التي حملت العشرات من الأصوات الجزائرية التي ستحيي حفلات يعود ريعها للتكفل بالأمهات والأطفال المصابين بالإيدز وحاملي الفيروس، خاصة الأيتام والأرامل الذين لا عائل لهم. وقد تم تسطير برنامج شامل للتحسيس مس الفئات التي تحمل الفيروس لتوعيتها بالخطر الذي تسببه للآخرين، من خلال رسم خارطة طريق للوصول اليها، خاصة الفئات الأربع وهي بائعات الهوى 4 %، المهاجرون غير الشرعيين، المثليون والذين بلغت نسبتهم حوالي 10 % ومستعملي حقن المخدرات. ويضم البرنامج المسطر أيضا ندوات صحفية، ورشات يديرها أطباء ومختصون في إطار الشراكة مع منظمة أسماد الفرنسية لتكوين الأطباء والقابلات وشبه الطبي في كامل ربوع الوطن لإظهار طرق التعامل مع مريضة الإيدز الحامل، خاصة أن 90 % من الأمهات المتعايشات مع الإيدز ينجبن أطفالا حاملين للإيدز، لأن الأم تجهل أساسا إصابتها بالفيروس الذي لا ينكشف آمره عموما إلا بعد وفاة الزوج، خاصة ان من خاصية هذا المرض الصمت، بحيث لا تظهر أعراضه إلا بعد 7 أو 10 سنوات، علاوة على التعريف بالفيروس وطرق انتقال العدوى وأساليب الوقاية وتقنيات الاتصال والتحسيس الجماهيري والتشخيص ثم مرحلة العلاج في المراكز الصحية. وتسعى جمعية ''أنيس'' الى وضع مرض الإيدز ضمن قائمة الأمراض المزمنة، لتعويض الأدوية الخاصة بالأمراض التي تصيب المريض بالإيدز في المراحل المتقدمة حيث يقع فريسة لها ومنها السرطانات بمختلف أنواعها، مع الحرص الدائم على ضرورة توفير العلاج لأن نقص الدواء يزيد من ارتفاع نسبة العدوى، حيث يكون الفيروس مركزا. وأشار محدثنا الى ان العلاج الثلاثي للإيدز في الجزائر مجاني، والتكفل بالمرضى ''يعرف تحسنا مستمرا'' من خلال فتح العديد من مراكز التكفل، إضافة إلى استلام مراكز جديدة للتشخيص يقدر عددها حاليا ب 70 مركزا على المستوى الوطني، و10 مراكز مرجعية للكشف عن مرض السيدا. كما أوضح ان نسبة الوعي لدى الفئات العمرية المتراوحة بين 15و25 سنة تتراوح بين 10 % الى 15 %. وبشر الدكتور اسكندر بقرب ميلاد دواء للإيدز، رغم انه لا يزال حاليا حبيس المخابر وطور التجربة، وهو عبارة عن جال، حيث أشار المتحدث الى ضرورة التحلي بالأمل والثقة في العلم-.