لا يعتبر عسل النحل الوحيد الذي له فوائد علاجية وغذائية عالية، بل أن هنالك الكثير من مشتقات النحل، والمنتجات المتعلقة به التي يمكن استخراج فوائدة كثيرة ومتعددة ومختلفة منها، وإن كانت هذه المشتقات مجهولة لدى شريحة كبيرة من المواطنين في الماضي، ممن كانوا يعتقدون أن العسل هو المنتج الوحيد الفعال، فإنهم حاليا أصبحوا يدركون أهميتها، ويقبلون على اقتنائها واستعمالها في حياتهم اليومية، وهو ما لمسناه في معرض العسل بجسر قسنطينة المقام مؤخرا، في طبعته الحادية عشر، الذي رسخ لثقافة استهلاك العسل وبقية مشتقات النحلة في المجتمع الجزائري، وغيره من معارض العسل التي تقام بصفة دورية هنا وهناك، حتى أن كثيرا من المواطنين ومن زوار المعرض لم يكتفوا بشراء العسل فحسب، بل اتجهوا حتى إلى حبوب الطلع، والغذاء الملكي، وشمع النحل· وبالنسبة لشمع النحل، فإن كثيرين قد يجهلون الفوائد الكثيرة التي يحتويها، وهو ما حاول العارضون إبرازه للزوار والمواطنين عموما، لتعميم الفائدة، وشمع النحل هو عبارة عن إفراز غدي للنحلة العاملة التي تحتاج إلى كمية كبيرة من العسل حوالي 8.8 كيلو غرام لإنتاج كيلو غرام واحد من الشمع كما تحتاج إلى كمية كبيرة من البروتين الناتج من هضم حبوب اللقاح، وهو أبيض شفاف يتغير لونه لعوامل كثيرة منها المكونات الموجودة في العسل وحبوب اللقاح وصمغ العسل، والشمع هش سهل الكسر وله رائحة زهرية، وهو من أغلى وأقيم أنواع الشموع، وكانت له أهمية كبيرة جدا في العصور السالفة، حيث كان يستخدمه القدماء في طقوس دفن الموتى، كما كانوا يدهنون به الأكفان لإحكام لفها على الجثة المحنطة، كما استخدم في إضاءة المساكن والمعابد وعمل نماذج التماثيل كما دخل في استعمالات أخرى· كما أن شمع النحل يدخل صناعة المواد الطبية وأدوات التجميل وكريمات العناية بالبشرة خصوصا وأنه يتميز بمفعول مذيب للدهون ومرطب للبشرة، كما يدخل في صناعة الأساسات الشمعية وقناديل الإضاءة، كما أن له استخدامات علاجية كبيرة، نظرا لما يحتويه من مواد مضادة للالتهاب، ومواد ملطفة وملينة ومواد مانعة لنمو البكتريا والكحولات الدهنية والصبغات والسيرولين، ويحتوى الغرام الواحد من شمع النحل على 50 وحدة من فيتامين (أ) كما يحتوى الشمع على مواد أخرى ذات خواص علاجية لم تدرس بعد· ولقد كشفت الدراسات الحديثة التي أجريت على شمع النحل أن له رائحة جيدة فمجرد أن يشمه الإنسان ويستنشق الهواء بعمق فإن ذلك يفتح المسامات داخل الأنف والقصبة الهوائية كما أنه يؤدي إلى الانتعاش ويرفع الروح المعنوية للإنسان· وعلى ذلك فهو مفيد جدا في علاج انسداد الأنف والزكام والتهابات الجيوب الأنفية وتورم أنسجة الأنف، وكذا علاج حالات حساسية الصدر في فترة الربيع ووقف أعراضها مثل، وقف تدميع العين، فتح الأنف المزكوم، وقف رشح الأنف، وقف شرقة الحلق، وكذا التخفيف من الحساسية تدريجيا، إضافة إلى فعاليته في علاج الأمراض الجلدية مثل علاج القروح وخاصة الملوثة منها، وهو مادة ملينة وملطفة ومهدئة ومضادة للالتهابات ومانعة لنمو البكتريا، ومفيد لالتهابات اللثة وتسوس الأسنان وينظف الأسنان من الرواسب ويقوى اللثة، كما أنه يفيد في راحة المعدة حيث أنه يريح التقلصات المعوية·