كاميليا قرقاش يعيش مستعملو محطة القطار بالحراش، جحيما يوميا، خصوصا في الصباح الباكر، بسبب غياب الأمن على مستوى هذه المحطة، لاسيما في تلك الفترة تحديدا، ما ساعد على الانتشار الرهيب للصوص والمنحرفين وعلى تجوالهم بين المسافرين بحرية تامة· وقد عبر المواطنون عن تذمرهم واستيائهم الكبيرين، من قلة الأمن، وضعف تواجده على مستوى المحطة، الأمر الذي جعلهم فريسة سهلة لهؤلاء اللصوص والمنحرفين، وعرضهم لسرقة ممتلكاتهم من أموال وهواتف نقالة وغيرها، بالإضافة إلى اعتداءات بالأسلحة البيضاء، إذا ما ابدوا مقاومة ما، وما زاد الأمر سوءا هو تعرض النسوة لهذه التحرشات والسرقات أمام مرأى الجميع الذين يقفون عاجزين عن حماية أنفسهم، في ظل الوحشية واللارحمة التي يتعامل بها هؤلاء اللصوص مع الناس· وأكد بعض المسافرين ل أخبار اليوم أن انعدام الأمن بالمحطة، وانتشار اللصوص بها، زرع الرعب والخوف وسط الركاب، خصوصا بعدما شهدته المحطة من اعتداءات كثيرة، راح ضحيتها الكثير من المواطنين، وكان من بين الركاب الذين التقتهم (أخبار اليوم) بذات المحطة السيد (ق· ر) الذي قال أن المحطة أضحت خطرا حقيقيا، يهدد حياة مستعمليها وركابها، فهو يستغلها يوميا للذهاب إلى عمله، ويشهد شخصيا بصفة يومية، على الاعتداءات الخطيرة التي يتعرض لها الركاب، خاصة الشباب والنسوة، وآخر اعتداء رآه كان تعرض احد الشبان، نهاية الأسبوع الماضي، الذي تدل هيأته على انه طالب جامعي، إلى طعنات خنجر خطيرة في عدة مناطق من جسمه، من قبل جماعة من المنحرفين، نتيجة لمقاومته لهم، ليلوذوا بعدها بالفرار، ويبقى هو يتخبط في دمائه، وكل من كان في المحطة يشاهد عاجزا، ليضيف بأن أغلب المواطنين وهو واحد منهم لا يتدخلون في مثل هذه المواجهات، خوفا على أنفسهم، كما قال لنا بأن أعوان الأمن يصلون متأخرين، ليعقب بأن المواطن وحده المهدد في حياته وممتلكاته، نتيجة للتقاعس في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة· حادثة ثانية، هي الأخرى بعثت في نفوس مستعملي المحطة، الخوف والفزع، وجعلتهم يترقبون وقوع حوادث أخرى مشابهة لها في كل لحظة، جراء تجول هؤلاء المعتوهين كما وصفهم محدثنا، في مجموعات كبيرة، هذه المرة كان الدور على شابة في العشرينيات من عمرها، جردت من كل ما كانت تملكه، بداية من حقيبة يدها وانتهاء بهاتفها النقال، غير أن الوضع لم يقف عند هذا الحد، بل طعنت بالسكين ورميت أرضا، بسبب صراخها الذي كان نتيجة طبيعية لخوفها منهم· وكما هو معروف لم يتحرك أحد لإنقاذ هذه المسكينة، إلا بعدما توارى هؤلاء المجرمون عن الأنظار، وهذه بعض من الحوادث والاعتداءات والانتهاكات لحقوق المسافرين، التي تعرفها المحطة يوميا، حسب شهادات عدد من المواطنين المستغلين لذات المحطة، من قبل اللصوص والمنحرفين الذين يسطون ويعتدون على الناس في وضح النهار· وقد طالب المواطنون بوضع مراكز شرطة ومضاعفة تواجد أعوان الأمن على مستوى هذه المحطة، التي تعرف إقبالا كبيرا للمسافرين عليها، خصوصا الراغبين بالتوجه من الضاحية الغربية إلى الضاحية الشرقية والعكس، لحمايتهم من الاعتداءات والتهديدات التي يتعرضون لها يوميا من قبل مجرمين فاقدين للوعي، نتيجة تعاطيهم لمختلف أنواع الحبوب المهلوسة والمخدرات، خاصة وأن معظمهم لا يفرقون بين رجل وامرأة ولا يهمهم لا الزمان ولا المكان·