ق· ح اضطر عدد من الناقلين الخواص على مستوى محطة نقل المسافرين "بومعطي" بالحراش شرق الجزائر العاصمة، إلى التوقف عن العمل، احتجاجا على تكرر عمليات السرقة والاعتداءات، التي يتعرضون إليها باستمرار من طرف بعض اللصوص والمنحرفين على مستوى المحطة المذكورة، خاصة في الفترة المسائية المتأخرة، ولا يتعلق الأمر بأصحاب الحافلات فحسب، وإنما حتى بالمواطنين الذين يتعرض الكثير منهم على مستوى هذه المحطة بالذات إلى اعتداءات مختلفة، حتى في وضح النهار، وأمام أعين الكثير، دون أن يتمكن أحد من التدخل خوفا من بطش هؤلاء المنحرفين الذين لا يترددون في استعمال أخطر أنواع الأسلحة البيضاء كالخناجر مختلفة الأحجام والسواطير والسيوف، دون وازع أو رادع، وفي ظل غياب الأمن، ما دفع المحتجين من الناقلين والمواطنين على حد سواء، إلى المطالبة بتشكيل فرق أمنية، أو وضع جهاز أمني سواء بمدخل المحطة، أو حتى داخلها، بغية حماية المواطنين والناقلين من هؤلاء اللصوص، الذين عاثوا بالمحطة فسادا، وجعلوها مرعى خصبا لممارسة انحرافهم ولصوصيتهم، خاصة وأن دوريات المراقبة الأمنية التي تدخل المحطة من حين إلى آخر على مدار ساعات متقطعة من اليوم، لم تفلح في وضع حد لهؤلاء المنحرفين الذين نظموا أنفسهم في شكل عصابات إجرامية، لا هدف لها إلا ترصد المواطنين وأصحاب الحافلات، والاعتداء عليهم لسرقة أموالهم وممتلكاتهم، آخرها كانت الحادثة التي تعرض إليها أحد الناقلين نهاية الأسبوع الفارط، أثناء دخوله المحطة في أواخر النهار، حيث قامت مجموعة من اللصوص بالهجوم عليه، والاستيلاء على حصيلة عمله لذلك اليوم، إضافة إلى استيلائهم على بعض الهواتف النقالة للمواطنين وبعض الممتلكات الأخرى· ولا تعد هذه السلوكات الإجرامية وليدة الأمس أو الفترة الأخيرة فحسب، وإنما تمتد حسب شهادات الكثير من المواطنين الذين تحدثوا إلينا في هذا الشأن إلى سنوات طويلة، حيث كانت محطة بومعطي، وسوق بومعطي بصفة عامة، المحاذي للمحطة أيضا، مرتعا خصبا لكل أشكال وأنواع الجريمة والانحراف، إضافة إلى أن نسبة كبيرة من المنحرفين والمدمنين على المخدرات والحبوب المهلوسة وغيرها، جعلوا من المحطة مصدر رعب للسكان، الذين يدعو الكثير منهم أن يخرج من تلك المحطة بسلام، على الأقل مطمئنا على حياته، وهو ما جعل العمل بهذه المحطة بالذات يتوقف قبيل الساعة السادسة مساء، في أيام الصيف، وقبل الساعة الخامسة مساء، خلال أيام الشتاء، وعلى كل من تجاوز هذا التوقيت، وتواجد بالمحطة المذكورة، تحمل عواقب ذلك، لأنه لن يجد مطلقا من ينقذه من أيدي عصابات بومعطي، رغم أنها تعد واحدة من بين أهم محطات النقل الحضري بالعاصمة، تتربع على مساحة تفوق المتر مربع، وتشتغل بها مئات الحافلات عبر حوالي 14 خطا إلى مختلف الاتجاهات، وتستقطب يوميا الآلاف من المواطنين، سواء القادمين إليها من نواح أخرى للعاصمة، أو المتجهين منها إلى بقية البلديات المجاورة· وعبر بعض المواطنين المستغلين للمحطة، عن استيائهم الشديد من هذا الوضع الذي دام طويلا دون أن يعرف إعادة الاعتبار للمحطة، وتخليصها من السمعة السيئة التي ارتبطت بها نتيجة الاعتداءات والسرقات وحوادث السلب وغيرها من المظاهر السلبية، على الأقل كي يتمكنوا من الاطمئنان على أنفسهم وعلى عائلاتهم التي تقصد كثيرا المنطقة بسبب وجود السوق الذي يحمل نفس الاسم، إضافة إلى أسواق الحراش والكاليتوس وبراقي، التي تستقطب أعدادا هائلة من المواطنين، خصوصا مع اقتراب دخول موسم الربيع والصيف، حيث تطول ساعات النهار، ومن غير المعقول حسب المواطنين أن يفرض عليهم حظر التجول، ويحرمون من استغلال وسائل النقل كبقية المواطنين الآخرين، في وضح النهار، بفعل مجموعة من المنحرفين، لا يستحقون غير التعامل بحزم وصرامة معهم من طرف المصالح المعنية·