أعرب المخرج البلجيكي إيف فاندويرد مساء الأحد بقاعة متحف السينما بالجزائر عن اندهاشه لتجاهل بعض الأروبيين لقضية الصحراء الغربية وللصراع والمعاناة التي يكابدها آلاف اللاّجئين الصحراويين في المخيّمات· جاء ذلك على هامش عرض فيلمه الوثائقي (الأرض المسلوبة) في إطار فعاليات (أيّام الفيلم الملتزم)، حيث أوضح أن الفيلم الملتزم نوع سينمائي يكشف ويوضّح بعض الأحداث التي يمكن أن تنسى إن لم يتمّ التطرّق إليها، معتبرا أن هذا الالتزام من شأنه المساعدة على فهم وتوضيح بعض الميكانيزمات السياسية والاجتماعية· ويحكي المخرج من خلال صور اتّسمت بالواقعية الحياة في الصحراء الغربية ناقلا معاناة شعبها وعزلته عن العالم بسبب احتلال جزء من إقليمه· ويصف هذا الفيلم (74 دقيقة إنتاج 2011) واقع الحياة في الصحراء الغربية، كاشفا الصعوبات المعيشية فيها ومعاناة السكان الذين فرض عليهم اللّجوء إلى مخيّمات عقب طردهم من بلدهم وفصلهم عنه بجدار طوله 2400 كلم شيّده الجيش المغربي فصل الصحراء إلى منطقتين الأولى محتلّة من قبل المغرب والأخرى تحت رقابة جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليزاريو)· وتسلّط كاميرا بيار إيف فاندفيرد من خلال مختلف قسمات الوجه الضوء في مرحلة أولى على المعاناة التي يكابدها الصحراويون الموجودون في منفى (اضطراري) منذ 1976 في المخيّمات، فضلا عن أحلام بعضهم، والتي تأتي في طليعتها الرّجوع يوما إلى أرض الوطن· ويروي رجال ونساء (المعاملات القاسية التي تلقّوها على يد القوّات المغربية عندما سلبت أرضهم في 1976)، وهي الأرض التي لن يروها بسبب هذا الجدار الرّملي الطويل الذي يجعلهم مقطوعين عن بقية العالم· فيما تلفت شهادات أخرى لصحراويين يعيشون في الأراضي المحتلّة إلى (المعاملات العدوانية التي يتلقّونها من قوّات الأمن المغربي) و(أعمال التعذيب اليومية التي تمارس على مناضلي حقوق الإنسان) في المملكة المغربية· وفي هذا الإطار صرّح المخرج البلجيكي للفيلم بأن (عمله يحاول تسليط الضوء على تلك الصورة من الإغلاق الجسدي وذلك الانغلاق في الأفكار والأحلام)، مردفا (أنه قد أصبح بالتالي بديهيا تصميم الفيلم جغرافيا من مخيّمات اللاّجئين، وكذا المناطق التي تقع تحت رقابة البوليزاريو)·