تتّجه أنظار الملايين من عشّاق كرة القدم في كلّ أنحاء العالم اليوم السبت، بداية من الساعة ال 22.00 بتوقيت الجزائر، صوب ملعب (سانتياغو برنابيو) بالعاصمة الإسبانية مدريد بين الفريقين اللدودين، ريال مدريد بضيفه برشلونة لمتابعة (الكلاسيكو) في المرحلة الخامسة عشر من الدوري الإسباني لكرة القدم· لا صوت يعلو فوق صوت (الكلاسيكو) بين ريال مدريد وبرشلونة سهرة اليوم على ملعب سانتياغو معقل المدريديين، حيث سيجتمع أشهر نجوم كرة القدم في موقعة نارية يصعب التكهّن بنتيجتها، في الوقت الذي تخلو فيه البطولات الأوروبية في نفس التوقيت من أيّ لقاء وكأن بالإسبان يقولون للعالم أجمع (نحن أسياد الكرة وتتويج منتخبنا باللّقب العالمي وقبل ذلك باللّقب الأوروبي دليل على مدى الشهرة والشعبية التي أخذتها كرة القدم في بلد الثيران)· الجمهور الرياضي الجزائري وغلى غرار الملايين من محبّي كرة القدم خاصّة الدوري الإسباني، يختلف عن بقّية الأيّام، حيث سيحلّ برشلونة الثاني في (الليغا) ضيفا على ريال مدريد متصدّر ترتيب الدوري الإسباني في قمّة نارية· *** الرّيال يتصدّر اللّيغا يتصدّر ريال مدريد الترتيب العام بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة بزائد مباراة للأخير، ولا شكّ في أن الفائز في المباراة سيوجّه ضربة معنوية للخاسر، وذلك لأن الفريقين نادرا ما يخسرا أمام الفرق الضعيفة بدليل إهدارهما إلاّ عددا قليلا من النقاط منذ بداية الموسم حتى الآن· وإذا نجح مورينيو في حسم (باكورة) مبارياته في الكلاسيكو فإن فريقه سيبتعد بستّ نقاط مع زائد مباراة لبارسا، لكن مهمّته لن تكون سهلة على الإطلاق، إذ سيواجه مدرّبا اسمه بيب غوارديولا الذي يملك سجِّلا مثاليا منذ أن تسلّم تدريب الفريق الكتالوني، حيث فاز في خمس (كلاسيكو) وتعادل في واحدة مقابل صفر لمورينيو، أهمّها نتيجة تاريخية قوامها (6-2) على ملعب (سانتياغو برنابيو) في الموسم ما قبل الماضي، و(5/0) في (كامب نو) في ذهاب بطولة الموسم الماضي· وفي المقابل، نجح مورينيو في التغلّب على برشلونة على الصعيد الأوروبي الموسم ما قبل الماضي عندما كان مدرّبا لإنتر ميلانو، وسابقا عندما كان يشرف على تدريب تشلسي الإنجليزي، كما فاز هذا الموسم بلقب (السوبر) الإسباني· وتشهد المباراة مواجهة داخل المواجهة بين نجمي الفريقين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، الفائزين بلقب أفضل لاعب في العالم في السنتين الأخيرتين· المهمّ أن عيون العالم ستكون مشرئبة باتجاه سانتياغو برنابييو فمن سيكسب المعركة؟ ريال مدريد بقيادة البرتغالي كريستسانو رونالدو أو برشلونة بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي؟ بل من سيبكي مورينيو مدرّب الرّيال أو غوارديولا مدرّب البارسا؟ الإجابة ترقّبوها دقائق قبل منتصف ليلة هذا اليوم، أي قبل لحظات قبل أن تدقّ عقارب الساعة منتصف اللّيل· *** برشلونة "أرض الجحيم" للرّيال أمّا الكتالونيون فلهم أسبابهم ولهم عشقهم ولهم معتقداتهم الكروية وطلاسمهم التي ما فتئوا ينفثون بها في وجوه لاعبي الرّيال عندم تطلّ رؤوسهم من حجرة تبديل الملابس قبل الدخول إلى (أرض الجحيم) كامب نو، فاللعب على هذا الملعب يعني أن ليلة ريال مدريد حبلى بالمصائب وشتى صنوف العذاب· وغالبا ما ينتشي برشلونة حامل لواء كتالونيا بالانتصار على ملعبه وبين مؤيّديه لأن الفوز على اللدود التاريخي طعمه ألذّ من العسل وفوائده أنجع من الدواء الشافي· فطبيب قلوب جماهير البارسا خوسيب غوارديولا جاهز دوما لوصف العلاج على أرض الملعب وإعطاء الوصفات السحرية للاعبيه وما على ميسي صاحب العزف المنفرد إلاّ أن يلسع لسعة العقرب ليقضي على خصمه في ثوانٍ· *** برشلونة عمليا هو أكثر وأشهر النّوادي في العالم فبرشلونة عمليا هو أكثر النّوادي في العالم يتصدر ترتيب تصنيف أندية العالم تسلسليا، حسب لجنة التأريخ والإحصاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ب 38 مرّة أمام ميلان (37) ومانشستر يونايتد (33). *** لهذا السبب يعشق الجميع "الكلاسيكو" الإسباني لأنه الكلاسيكو الأوّل في العالم ولأنه الأجمل والأقوى والأمتع، ولأنه حديث عشّاق كرة القدم ليس في شوارع وأزقّة مدريد وبرشلونة، بل في عالمنا العربي وشتى أرجاء إفريقيا وآسيا، وتورا بورا وأدغال الأمازون، يبقى لقاء الغريمين الإسبانيين التقليديين برشلونة وريال مدريد هو الشغل الشاغل قبل اللّقاء وأثناءه وبعده· *** المشاحنات الخفيفة والثقيلة·· سرّ "الكلاسيكو" قبل الحديث عن التشكيلة المتوقّعة والخطّة الموضوعة من كلا المدرّبين والتكهّن بالنتيجة التي قد تتخطّى حدود المتوقّع وتكسر الأرقام المتعارف عليها في عالم المستديرة الصغيرة، وبعدم الكفّ عن (التزريكات) التي قد تصل إلى حدّ المشاحنات الخفيفة والثقيلة·· أمّا أثناء فهذا هو السرّ، عندما تنطلق الكرة متدحرجة بين أقدام أصحاب الملايين إمّا في (كامب نو) أو (سانتياغو برنابيو) فيزداد خفقان القلوب وتصدح آهات الحناجر في الملعب وداخل المقاهي وفي الحانات الشعبية والبيوت وعلى الرصيف· أمّا بعد، فإمّا ينقلب الجمهور مسرورا أو محزونا، وهناك تبدأ الأزمات القلبية و(حبّة الضغط) و(حبّة تحت اللسان)· وعلى المقلب الآخر، تجد أفرادا يرقصون طربا على نغمة الفوز الذي تحقّق·· إنها كرة القدم بأحوالها وأهوالها ترضي أناسا وتصبّ جام غضبها على آخرين، فلها ما حكمت وللنّاس الرضا والطاعة للأمر الواقع·