في كل دول العالم تقريبا، العربية منها والغربية، يكون الطاكسي أو سيارة الأجرة، مثلما هي معروفة أيضا، تحت أمر الزبون، وللزبون حرية اختيار المكان الذي يفضله، وليس على سائق سيارة الأجرة إلا التوجه إليه، وفي الجزائر بعد أن يصعد الزبون إلى السيارة، حيث تعد الدولة الوحيدة تقريبا التي يعاني المواطنون فيها من تعنت بعض سائقي سيارات الأجرة، وعملهم وفقا لما يتماشى مع أهوائهم، فإن طلبت منه التوجه إلى ساحة الشهداء أخبرك أنه متجه إلى الحراش، وإن أخبرته أنك تريد حسين داي، أخبرك أنه يريد الأبيار، وهكذا لا تدري لم أصلا نزل من بيته، إن كانت له مشاغله، ولم أساسا يعمل سائق سيارة أجرة، إن كان لا يلبي احتياجات زبونه، ولا يأخذه للمكان الذي يريده· هذه المعاملة غير الحضارية، والعقلية الغريبة، التي ينتهجها بعض سائقي سيارات الأجرة في بلادنا للأسف، وفي العاصمة تحديدا، غالبا ما أثارت استياء وتذمر المواطنين، الذين صار البعض منهم يتحاشى انتظار سيارة الأجرة، لأنه يعلم مسبقا أنها لن تكون إلى المكان الذي يريد الذهاب إليه، وأنه عليه هو أن يسأل السائق أين هو متجه، وإن أمكنه فليأخذه بطريقه، هذا المشهد الساخر والمؤسف، هو الواقع نتيجة لتصرفات بعض سائقي وأصحاب سيارات الأجرة، يقول أحد المواطنين من العاصمة في هذا الإطار، إنه عدا سيارات النقل الحضري التي تعتمد خطوطا واضحة ولا مجال لتغيير مسارها، وبالتالي فهي الوحيدة التي يصعد المواطن على متنها دون أن يسأل السائق عن الوجهة، فإن بعض سيارات الأجرة، تتعمد تعذيب المواطن الجزائري يوميا، لاسيما في الأحياء الكبيرة، حتى أن البعض منهم يعرض على المواطن أن ينقله وفقا لنظام (الكورسة) فلا يكون مختلفا كثيرا على (الكلوندستان)· مواطنة ثانية قالت إنها أرادت مرة أن تقصد المدنية من العناصر، وهي مسافة قريبة جدا، لا سيما بعد افتتاح الجسر، حتى أن المسافة يمكن قطعها على الأقدام، إلا أنه ولا سيارة أجرة رضيت بأن تأخذها إلى هناك، رغم المسافة القريبة، لتضطر للنزول إلى غاية ساحة أول ماي، ومنها إلى المدنية، أي أنها قامت بشبه دورة حول العالم، لتصل إلى مكان لم يكن يتطلب من سائق أجرة غير دقيقتين، والمشكلة أن من تخبره أنها تريد المدنية يخبرها أنه متجه إلى القبة أو إلى حسين داي، أو إلى أي مكان آخر، متسائلة، ما الذي يدفع سائق سيارة أجرة إلى التوقف للزبون، إن كان يدرك مسبقا أنه لن يأخذه إلى مكان لا يستطيع الذهاب إليه· ولسائقي سيارات الأجرة، مبرراتهم، التي تتعلق دائما بزحمة السير والاختناق، وعدم القدرة على التوجه إلى أماكن معروفة بازدحامها الشديد، ليبقى المواطن الجزائري المغلوب على أمره، هو الضحية دائما·