أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثمانية على الأقلّ من الجيش النظامي السوري أمس الأربعاء في كمين مسلّح نصبه منشقّون بمحافظة حماة· وقال المرصد في بيان تلقّت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أمس: (قتل ثمانية على الأقل من الجيش النظامي السوري إثر كمين استهدف أربع عربات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماة من قبل مجموعة منشقّة)· وحسب المرصد، جاء ذلك ردّا على مقتل خمسة مواطنين سوريين إثر استهداف سيارتهم قرب بلدة خطاب بريف حماة من قبل القوات السورية· وفي محافظة درعا جرح ثلاثة منشقّين إثر اشتباكات مع قوّات الأمن السورية في قرية اللجاة، كما تسلّم ذوو مواطن من بلدة تسيل جثمانه بعد أن لقي حتفه متأثّرا بجراح أصيب بها قبل أيّام· وسمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة الحراك بدرعا التي اقتحمتها صباح أمس قوّاتٌ عسكرية سورية معزّزة بدبابات وناقلات جند مدرعة· وكانت الهيئة العامّة للثورة السورية قد أعلنت - في وقت سابق أمس - مقتل 47 شخصا برصاص القوّات الحكومية الثلاثاء أغلبهم في محافظة (إدلب) التي تشهد قتالا بين الجيش ومنشقّين عنه، ما يرفع عدد القتلى السوريين من الجانبين إلى 60 في ظرف 48 ساعة فقط· *** فرنسا تفضّل الضغوط سياسيا، أكّد مندوب فرنسا لدى الأمم المتّحدة أنه من المستبعد استخدام القوّة العسكرية ضد سوريا في الوقت الرّاهن، وذلك في ظلّ استمرار حملات القمع ضد التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشّار الأسد· وذكر سفير فرنسا لدى الأمم المتّحدة جيرار أرو أنه من الضرورة القيام بكلّ ما يمكن القيام به على الصعيد السياسي لتفادي اشتعال الوضع في سوريا والشرق الأوسط ككلّ، مشدّدا على استبعاد فكرة الحلّ العسكري في الوقت الحالي لأن (المخاطر ستكون ضخمة بالنّسبة إلى المنطقة)، وقال في حديث لمحطّة (أي تيلي) التلفزيونية الفرنسية ذات الملكية الخاصّة: (إن الوضع الإنساني ليس وحده ما يدعو إلى القلق في سوريا وإنما يوجد خطر الانزلاق إلى حرب أهلية وإشعال النّار في المنطقة)، مشدّدا على ضرورة إيجاد حلّ سياسي مع ممارسة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشّار الأسد· وتقود فرنسا الجهود الغربية الساعية لإجبار الأسد على وضع حدّ لقمع الاحتجاجات واقترحت إقامة مناطق لحماية المدنيين، وكان ذلك أوّل اقتراح من قوّة غربية بالتدخّل الخارجي في الأراضي السورية· *** العربي ينفي التدويل من جانبه، نفى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ما تناقلته بعض الصحف من أقوال منسوبة إليه حول توقّعاته بأن (عقوبات الحظر الجوّي ضد سوريا سوف تدخل حيز التنفيذ قريبا· وبأن النظام السوري في النّهاية لن يستجيب للمبادرة العربية)· وقال الأمين العام: (أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتّصالات جارية من أجل تذليل العقبات التي تعترض مهمّة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا وإنجاح خطوات الحل العربي)· وأكّد الأمين العام على أن اجتماعي اللّجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة الوزاري المقرر عقدهما يوم السبت القادم سوف يبحثان هذا الموضوع من كافّة جوانبه في ضوء ما استجد من مواقف عربية ودولية وما أسفرت عنه الاتّصالات والمراسلات الجارية مع الحكومة السورية من نتائج· وأعرب الأمين العام عن قلقه البالغ من استمرار وتصاعد أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سوريا وخاصة في محافظتي حمص وإدلب، والتي أدّت خلال الأيّام القليلة الماضية إلى سقوط العشرات من الضحايا، داعيا إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وسحب المسلّحين والآليات العسكرية تنفيذا لمقرّرات مجلس الجامعة في هذا الشأن وبنود خطّة الحلّ العربية·