تهجّم المدير الرياضي لبايرن ميونيخ الألماني كارل هاينتس رومينيغي على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر مشبّها إيّاه ب (ثعبان البحر) الزلق الذي يترأس ديكتاتورية· وقال رومينيغي في البرنامج التلفزيوني الرياضي (ليغا توتال) ردّا على سؤال حول رأيه في بلاتر: (أعتقد أن سيب مثل ثعبان البحر الذي لا يمكنك أن تلتقطه أبدا، سيكون من الصّعب إقناعه بإفساح المجال ترك رئاسة الفيفا لغيره أو ربما أيضا لبداية جديدة)· وأشار رومينيغي أيضا إلى أن الاتحاد الدولي (ليس شفّافا أو ديموقراطيا) وتتمّ إدارته بأسلوب ديكتاتوري· ورومينيغي ليس الشخص الوحيد الذي يصف بلاتر، الرّافع مؤخّرا شعار الشفافية ومحاربة الفساد وتنظيف الاتحاد الدولي، بالديكتاتور، إذ سبقه إلى ذلك النّائب الفخري لرئيس (الفيفا) الكوري الجنوبي تشونغ مونغ-جوون في كتاب سيرته الذاتية، وأضاف: (الكثير من الديكتاتوريين حول العالم مارسوا الأساليب نفسها)· ويبدو أن رومينيغي ومونغ جوون والكثير من الأشخاص العاملين في كرة القدم غير مؤمنين بقدرة بلاتر على الإيفاء بوعوده بعدم التسامح مع الفساد بعد أن رفع شعار (عدم التسامح مع المفسدين والمرتشين). ويأتي موقف رومينيغي من بلاتر بعد أيّام معدودة من قيام مؤسسة (ترانسبيرنسي إنترناشيونال) الرّائدة في مكافحة الفساد بفسخ علاقتها بالاتحاد الدولي، موجّهة ضربة قاسية لمهمّة السويسري في (تنظيف) السلطة الكروية العليا· واتّخذت (ترانسبيرنسي إنترناشيونال) هذا القرار بسبب عدم التحقيق في ادّعاءات فساد سابقة داخل أروقة الاتحاد الدولي، كما أنها تعترض أيضا على الخطوة التي قام بها (الفيفا) بتعيين السويسري مارك بيث، المتخصّص في مكافحة الرشاوى، من أجل الإشراف على الإصلاحات· وتكمن المشكلة الأساسية بين (ترانسبيرنسي إنترناشيونال) والاتحاد الدولي في أن هذه المؤسسة لا تبرم العقود ولا تتقاضى الأموال مقابل عملها، وهي ترفض بالتالي أن تضمّ في طاقم عملها شخصا يتقاضى الأموال مقابل خدماته، وهذا هو واقع بيث الذي يتقاضى الأموال لتقديم خدماته ل (الفيفا)· يذكر أن بلاتر استعان أيضا بمجلس حكماء لمساعدته على تخطّي الأزمة التي تمرّ بها السلطة الكروية العليا، وهو طلب من وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسينغر ومغنّي الأوبرا الشهير ألتينور الإسباني بلاسيدو دومينغو وأسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف أن يكونوا من أعضائها· واعتبر بلاتر أن هذا المجلس يشكّل لجنة حلول من أجل التعامل مع اللّغط الذي ترافق مع عملية انتخابه·