ع· ص صرح الأمين العام لجبهة البوليزاريو السيد محمد عبد العزيز يوم أول أمس الخميس بتيفاريتي أنه لوحظ خلال السنوات الأخيرة أن هناك انتشار للجماعات المسلحة في منطقة الصحراء الكبرى، مشيرا إلى أنه (خلال المرحلة الماضية ظهرت مخاطر مرتبطة بانتشار جماعات مسلحة في الصحراء الكبرى)· وأكد الرئيس الصحراوي عبد العزيز لدى تقديمه للتقرير الأدبي خلال المؤتمر ال13 لجبهة البوليزاريو أن (الشعب الصحراوي الذي يواجه إرهاب الدولة المغربية منذ 31 أكتوبر 1975 أصبح هدفا للإرهاب الدولي) مشيرا في هذا الصدد إلى اختطاف ثلاث متعاونين أوروبيين في المجال الإنساني بمخيمات اللاجئين في 22 أكتوبر الفارط· واغتنم الرئيس عبد العزيز هذه المناسبة لإدانة هذا الاختطاف الإرهابي (الجبان) مُعربا عن (تضامنه التام) مع الضحايا وعائلاتهم· وجدد عبد العزيز التأكيد على عزم السلطات الصحراوية على (عدم ادخار أي جهد) من أجل إطلاق سراح الرهائن في أقرب الآجال بالتنسيق مع دول المنطقة· وأشار الأمين العام لجبهة البوليزاريو أنه (في إطار مكافحة الإرهاب استمرت المنافسة بين القوى العظمى حول الموارد الطاقوية ومناطق النفوذ الجديدة)· وأضاف أن (عولمة وتوسيع وسائل الإعلام الاجتماعية عوامل شجعت على بروز نزاعات جديدة التي بدت فيها شعوب ثائرة ضد القمع كأطراف فاعلة هامة)· وأردف الرئيس الصحراوي يقول أن الأحداث التي وقعت مؤخرا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط كانت (ملحوظة) ليس بالنظر لما أحدثته من تغيرات بل أيضا بالنسبة (للتساؤلات) التي أثارتها بشأن سلوك القوى العظمى إزاء هذه الأحداث· وعلى الصعيد الإقليمي أكد السيد عبد العزيز أن منطقتي المغرب العربي وشمال إفريقيا شكلتا (مركز) هذه الحركة التي نالت من الأنظمة التونسية والمصرية والليبية والتي (لا تزال آثارها مستمرة في دول عربية أخرى)· واسترسل قائلا أن (هذه الأحداث لم تمنع وجود وتفاقم الجريمة المنظمة وانتشار الأسلحة)· وأرجع الرئيس الصحراوي انتشار الأسحلة في المنطقة إلى نشاطات الجماعات الإرهابية الناشطة في الصحراء الكبرى والتي تحاول دول المنطقة تنسيق جهودها الرامية لمكافحتها وبالتالي منع التدخل الأجنبي· من جهة أخرى، قال عبد العزيز أن المؤتمر ال13 لجبهة البوليزاريو يعقد في ظرف يتميز بتسارع وتيرة التغيرات على الصعيد الدولي، موضحا (أن الظروف التي يعقد فيها هذا المؤتمر تعد نتيجة لتحول دائم طيلة السنوات الأربع المنصرمة· إلا أن وتيرة هذه التغيرات تسارعت بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين)· وذكر الرئيس الصحراوي أنه على الصعيد العالمي (تشهد الأزمات السياسية والإجتماعية والإقتصادية تفاقما بحيث تظهر بؤر توتر بشكل دائم في مختلف قارات العالم)· وأضاف الأمين العام لجبهة البوليزاريو أن هذه الأزمات تفضي إلى الحروب والدمار في الوقت الذي نلاحظ فيه انتشارا للجريمة المنظمة وارتفاعا للفقر والبطالة والهجرة غير الشرعية· وأشار في هذا السياق إلى أن تفاقم الأزمة الإقتصادية (يهدد) اقتصاديات الدول الكبرى· واعتبر أن (هذه الأزمة ستزداد تفاقما مما سيؤثر من دون شك على تمويل التنمية عموما والمساعدات الإنسانية خصوصا)· وأشار السيد عبد العزيز إلى أن إنشاء حركة 20 فيفري في المغرب لم يكن بسبب الثورات المسجلة في المنطقة فحسب بل أيضا (كنتيجة لقرون من الإستبداد والفساد الذي عانى منها الشعب المغربي)· وبعد أن أبرز بأن الشعب المغربي يرفض الحلول (الترقيعية) المقترحة من قبل السلطات المغربية لتدارك الأزمة التي تهز المملكة اعتبر أنه (بالرغم من المساعدة والدعم الجلي اللذين تتلقاهما من قبل بعض البلدان المعروفة) إلا أن (الأمور لم تتغير بتاتا في المغرب ولم يتم المبادرة بأي تغيير)· والدليل على ذلك كما قال تواصل الحركة الشعبية بالمغرب (و مواصلة هذا الأخير في استغلال النزاع في الصحراء الغربية التي يحتلها عسكريا ليجعل منه مصدرا لكل المشاكل أمام الشعب المغربي)· وعلى الصعيد الوطني، أكد الرئيس عبد العزيز (أن الشعب الصحراوي أكد تمسكه بوحدته وبخياراته الوطنية وأظهر قدراته اللامحدودة في الصمود والكفاح أمام آلة الاحتلال والتوسع المغربية التي تستفيد من حماية قوى جائرة وعلى رأسهم فرنسا)· وأوضح في هذا الصدد أن الإنتفاضة السلمية للصحراويين في المدن الصحراوية المحتلة قد ميزت الفترة التي تفصل بين المؤتمر ال12 لجبهة البوليزاريو المنعقد في 2007 والمؤتمر ال13· وتطرق إلى المقاومة (البطولية) للصحراويين باقديم إيزيك بالقرب من مدينة العيون (العاصمة المحتلة للصحراء الغربية) إضافة إلى المظاهرات المتكررة في مدينة الداخلة وكفاح المناضلة من أجل حقوق الإنسان أميناتو حيدر· كما تحدث الرئيس عبد العزيز عن الإنجازات التي حققها المواطنون الصحراويون في مخيمات اللاجئين لا سيما في مجال التربية والصحة وبناء مؤسسات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وكذا الجهود المبذولة من أجل إعمار المناطق الواقعة في الأراضي المحررة على غرار تيفاريتي· كما أبرز الجهود المبذولة من أجل تعزيز جيش التحرير الشعبي الصحراوي مؤكدا أن الأمر يتعلق (بخيار استراتيجي ثابت)·