اتّهم رئيس الوزراء الرّوسي فلاديمير بوتين يوم الخميس قوّات أمريكية خاصّة بالضلوع في قتل الزّعيم اللّيبي الرّاحل معمّر القذافي، وفي أوّل ردّ فعل أمريكي وصفت واشنطن الاتّهامات التي وجّهها لها بوتين بالضلوع في قتل الزّعيم اللّيبي السابق معمّر القذافي بأنها (سخيفة)· وقال بوتين في جلسة أجوبة وأسئلة سنوية يجريها مع المواطنين الرّوس (من فعل هذا؟ إن طائرات بدون طيّار منها أمريكية هاجمت الرتل الذي كان يتحرّك فيه القذافي، ومن خلال القوّات الخاصّة التي ما كان ينبغي لها أن تتواجد هناك أصلا، جلبوا من يسمّون بالمعارضة والمقاتلين وقتلوه دون محاكمة أو تحقيق). وقال الكابتن جون كيربي متحدّثا بلسان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا لوكالة (فرانس برس): (القول إن القوّات الأمريكية الخاصّة كانت ضالعة في قتل العقيد القذافي أمر سخيف)· وكان القذافي قد قتل في أكتوبر الماضي أثناء محاولته الفرار من مدينة سرت، مسقط رأسه التي لجأ إليها عقب هروبه من معقله في باب العزيزية في العاصمة طرابلس. وتعدّدت الرّوايات حول مقتل القذافي، غير أن الثابث هو أن طائرات تابعة لقوّات (النّاتو) رصدت الموكب الذي كان يقلّه وهاجمته بالصواريخ، ممّا أدّى إلى تدمير عدد كبير من سيّارات الموكب وعطب السيّارة التي كان يوجد بها القذافي الذي ترجّل من الموكب وحاول الاختباء، إلاّ أن مقاتلين من الثوّار عثروا عليه وتمّ قتله لاحقا· ووفقا لتلك الرّواية فإن القذافي خرج قبل صلاة فجر الخميس بقليل وكان يحيط به بضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له ويرافقه قائد جيشه أبو بكر يونس جبر من حصار سرت المستمرّ منذ شهرين وشقّت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب، في محاولة للفرار من المدينة، ولم يبتعد الموكب كثيرا قبل أن يتعرض لغارة من طائرات حلف (النّاتو)· وقال الحلف إن طائراته ضربت عربات عسكرية تابعة لقوّات موالية للقذافي قرب سرت الساعة الثامنة ونصف صباحا بالتوقيت المحلّي اللّيبي وقال الحلف إنه غير واثق، ممّا إذا كان القذافي قتل في هجومه· وعقب الغارة كانت هناك حوالي 15 شاحنة صغيرة مركبة عليها مدافع آلية محترقة ومحطّمة تتصاعد منها أدخنة بجوار محطّة كهرباء فرعية تبعد نحو 20 مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع على بعد ميلين إلى الغرب من سرت· ونجا القذافي وحفنة من رجاله من الموت وفّروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي واختبأوا في أنبوبي صرف· لكن مجموعة من مقاتلي ما يسمّى بالمجلس الانتقالي كانت تسير على دربهم في نفس الاتجا، وتمكّنت من العثور على القذافي وقتله، وبعدها جرى نقل جثمانه إلى مدينة مصراتة·