الإنزال الهام لعدد من كبار الشخصيات الفرنسية الذي شهدته الجزائر في الأسابيع والأيام الأخيرة، ورسائل الغزل القوية التي وجهتها تلك الشخصيات الفرنسية وغيرها لبلادنا، لم يكونا نتيجة وقوع فرنسا، فجأة، في حب الجزائر، أو لحرصها على تطييب خواطرنا بعد سنوات من العداء والجفاء، بل بسبب المأزق الاقتصادي والمالي الشديد الذي تعيشه جمهورية ساركوزي الذي لم يجد بديلا عن مد يده إلى الجزائر التي تعيش وضعا ماليا مريحا جدا، والحمد لله، دفع بعض البلدان الأوروبية إلى الاستدانة منها، كما فعلت هولندا· وفرنسا التي يتصرف مسؤولوها دائما وفق ما تقتضيه مصالحهم ومصالحها، مجبرة، لا مخيرة، على التودد للجزائر، خصوصا بعد أن خفضت وكالة (فيتش) للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا إلى سلبي رغم أنها أبقت عليه عند درجة (ايه ايه ايه)· وحذرت الوكالة في بيان لها من أنها ستخفض التصنيف الائتماني لست دول من منطقة اليورو من بينها إسبانيا وإيطاليا، وشككت في إمكانية إيجاد حل شامل لأزمة الديون في المنطقة·