تبقى عمليات اختراق الحسابات البريدية على الأنترنت واحدة من أخطر الجرائم الإلكترونية في الوقت الحالي، والتي لم تفلح كافة الإجراءات المتخذة على المستوى المحلي والعالمي للحد منها، حيث يوجد أشخاص متخصصون في هذا الإطار ممن يطلق عليهم اسم (الهاكرز) وهم لا يعترفون بحدود مكانية أو زمانية، ولا توقفهم أية تدابير مهما كانت، والواقع أن كثيرين يقعون ضحايا لعمليات القرصنة هذه، لاسيما إن كانت حساباتهم تحتوي على معلومات هامة جدا، أو كانت لمواقع مشهورة، وبدخول الكثيرين عالم الفيس بوك والتويتر، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أضحت عمليات القرصنة الإلكترونية، التي تستهدف حسابات الكثير من الأشخاص والمواقع في آن واحد رائجة، لدرجة حدوثها بصفة يومية ومستمرة تقريبا، وبالنظر إلى أن اعتماد الأشخاص على الأنترنت في حياتهم اليومية والعلمية والعملية، صار أمرا بديهيا، ولا يمكن الاستغناء عنه، فإن تهديد الهاكرز أيا كانت جنسيتهم أو مواقعهم، بات أكثر ما يرعب أصحاب المواقع الإلكترونية والحسابات البريدية على الشبكة العنكبوتية· وعلى اعتبار أن الفيس بوك صار اليوم بمثابة تجمع لملايين الأشخاص عبر العالم، المرتبطين بصداقات متشعبة وكثيرة، تتيح للفرد الواحد أن يتواصل مع عشرات الأشخاص الآخرين في الآن ذاته، إضافة إلى أن عددا هاما من الهيئات والمواقع الإعلامية والفنية والثقافية، اختارت هذا الفضاء أيضا، لتكون مفتوحة على شبكة القراء والمعجبين والمهتمين بالحقل الذي تنشط فيه، وهذه الأخيرة، عادة ما تستقطب أعدادا كبيرة من المشتركين، الراغبين في التفاعل وتبادل الآراء والأفكار والمقترحات، ما يجعلها بالتالي المستهدفة الأكبر من طرف بعض الهاكرز المحترفين، الذين يختارونها انطلاقا من الأعداد الكبيرة للمتفاعلين أو الأصدقاء المشتركين فيها، ما يضمن لهم عمليات قرصنة أوسع، لحسابات هؤلاء· في هذا الإطار، سجل بعض أصحاب المواقع الإلكترونية على الفيس بوك وجود عمليات القرصنة هاته، بعد تعرض مواقعهم إلى هذه العملية، وقد كان موقع مجلة حنين الثقافية على الفيس بوك، واحدا من المواقع التي تم استهدافها، حيث ذكر مدير المجلة الإلكترونية السيد قدور شاهد من تيزي وزو في اتصال ب(أخبار اليوم")، أن العلمية خطيرة للغاية، كونها لم تمس موقع المجلة فحسب، وإنما حسابات الأشخاص المشتركين في صفحتها على الفيس بوك، مضيفا أنه تم اختراق الموقع، خلال اليومين الماضيين من طرف بعض قراصنة الواب، الذين قاموا بإرسال فيديو يحتوي مواد فاضحة، إلى قرابة 4000 صديق مشترك في صفحة المجلة على الفيس بوك، الأمر الذي تسبب في إزعاج وإحراج كبيرين سواء للقائمين على المجلة نفسها، أو الأصدقاء المشتركين فيها، بين من ذهل لطبيعة الفيديو المرسل الذي يتنافى كلية والتوجه العام للمجلة الإلكترونية التي اشتهرت باهتمامها الملفت بالقضايا الثقافية والأدبية في الجزائر والعالم العربي عموما، وبين من تأكد منذ البداية أن العمل يتعلق بعملية قرصنة بطلها أحد الهاكرز المحترفين، حيث أضاف مدير المجلة الإلكترونية قائلا (إنهم يتبرؤون تماما من الفيديو المرسل -الذي تبين لاحقا أنه يحتوي على فيروسات- معتبرا أن العمل إن دل على شيء فإنما يدل على وضاعة وخساسة من فعل ذلك· هذا وقد لفت بعض أصدقاء المجلة على الفيس بوك، إلى أنهم واثقون تماما من أن الأمر يتعلق بعمل استهدف المجلة التي تمكنت في ظرف قياسي من أن تفتك موقعا متميزا على الساحة الأدبية في الجزائر والدول العربية، باستقطابها أسماء لامعة جدا في هذا المجال، معبرين في تعليقاتهم التي تلت عملية الاختراق، أنهم يثقون تماما في مجلتهم، وفي مستواها الراقي وخطها الهادف·