هي ظاهرة أصبحت معروفة ومنتشرة ولاقت رواجًا كبيرًا في عصرنا الحالي وفي مجتمعنا، ولا يمكنك أن تمر في مكان ما دون أن تشاهدها، لجأ إليها معظم الشباب سواءً إناثا أو ذكورًا، حيث يدمن عليها ملايين الشباب الجزائريين وهي ظاهرة الاستماع إلى الموسيقى باستخدام أجهزة تشغيل الموسيقى أو الهاتف المحمول، والتي تعتمد بشكل كامل على وضع السماعات في الأذن، حيث أصبح هذا الأمر روتينا يوميًا للجميع دون استثناء لأنه بات من الأشياء التي اعتدنا عليها والتي يستعملها كلّ الناس وفي كل الأماكن، حيث نجد ذلك في صالات الرياضة، السوق أثناء الركض وفي الحافلات وحتى أثناء السياقة....الخ. وفي هذا الإطار اقتربنا من بعض مستخدمي هذا الجهاز (جمال) من بين المدمنين على هذه الظاهرة، حيث قال: لا يمكنه أن يتخلى عن استخدام السماعات الصغيرة ورفع صوت الموسيقى بشكل كبير لأن ذلك يخلق له نوعًا من الإثارة والحماس والنشاط والحيوية وخاصة عند قيادة الدراجة النارية). نفس ما راح إليه (أسامة) وهو طالب في جامعة الجزائر حيث قال: (إنه يعتبر ذلك من الأشياء المهمة التي يحرص على عدم نسيانها مثله مثل أي مستلزم دراسي، لأن ذلك لا يشعره بطول الطريق ومشقة الاكتظاظ داخل الحافلات وعناء التنقل ويخلق له النشاط والحيوية ويرفع من معنوياته). صحيح أن هذه السماعات تجعلنا نستمع للأغاني المفضلة في كل مكان وفي كل وقت دون إزعاج الآخرين إلا أنّ لها أضرار جسيمة على مختلف الجوانب، أولاً على حاسة السمع وكذلك في حياتنا اليومية وخاصة عند استعمالها في أوقات غير مناسبة وهذا ما كانت تقوم به (منال) وهي تلميذة في الطور الثانوي، حيث قالت إنها عندما كانت تشعر بالملل من الأستاذ ودروسه كانت تستمع للموسيقى باستخدام سماعات الأذن حتى تنتهي ساعة الدرس) ولكن هل تدرك أن ذلك يعيق فهمها وتركيزها، هذا إن كانت تسمع ما يقوله الأستاذ؟ لكن هذا الخطر يبقى أقل ضررًا من المخاطر الأخرى، ولهذا أغلبية الأطباء يحذرون من استخدام السماعات الصغيرة في أجهزة تشغيل الموسيقى والهاتف المحمول لأن الاستمرار في استخدام هذه السماعات يلحق الضرر بكافة أجزاء الأذن الأمر الذي يضعف حاسة السمع ويؤدي مع مرور الأيام إلى الإصابة بالصمم وهذا ما أكده لنا الدكتور (ب. س) مختص في أمراض الأنف، الأذن، الحنجرة، أنه من بين الأسباب التي تؤدي إلى فقدان السمع، الاستماع إلى الموسيقى باستمرار وبشكل مرتفع باستعمال سماعات الأذن نظرًا للضرر التي تسببه للخلايا الشعرية في الأذن الخارجية· وعند زيارتنا لعيادته اقتربنا من السيدة نادية وسألناها على رأيها في هذا الموضوع قالت: إنها تستعمل سماعات الأذن بكثرة وخاصة عند قيامها بالأعمال المنزلية وكذلك حتى تنسى مشاكلها اليومية التي لا تنتهي وهذا ما سبب لها انعكاسات حادة على الأذن وهذا ما جعلها تراجع الطبيب، حيث أكدّ لها هذا الأخير أن سبب ذلك استعمال سماعات الأذن باستمرار، مما اضطرني لمراجعته عدة مرات). هي إذا عينة من بين الذين تأثروا من هذه السماعات ولكن الأغلبية لا يدركون هذه المخاطر التي تؤدي إلى فقدان السمع لأن أيّ شيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضده.