أدت الاضطرابات الجوية القوية المسجلة في الأيام الأخيرة إلى تساقط كميات من الثلوج على مرتفعات جبال الشريعة وصاحب هذه الثلوج انخفاض محسوس في درجات الحرارة عم كافة أرجاء سهل متيجة وتغير الجو المعتدل الذي ساد المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية ليترك المجال لانتشار برد قارس وسقوط أمطار وثلوج زادت من جمال ورونق منطقة الشريعة التي تزخر بمناظرها الطبيعية الساحرة والمتنوعة، ما جعلها تستقطب آلاف السياح يوميا، فهم يتدفقون عليها من مختلف جهات الوطن لقضاء أوقات في أحضان الطبيعة· وما زاد من توافد السياح لمرتفعات الشريعة هو التيليفيريك الذي يربط بين مدينة البليدة ومرتفعات الشريعة والذي ظل متوقفا قرابة 15 سنة اثر عمليات التخريب الذي تعرض إليها سنة 1993 على يد الجماعات الإرهابية وكان من المستحيل أن يفكر أي شخص ولو للحظة في عبور الطريق المؤدي إلى جبال الشريعة وهذا الكم الهائل من المتوافدين على منطقة الشريعة أكبر دليل على أن منطقة الشريعة استرجعت مكانتها السياحية بفضل مناظرها الخلابة التي تسلب عقول كل من يراها وبفضل هذا التيليفريك الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميا حيث يمتد على مسافة تزيد عن 07 كيلومترات وتتعلق كوابله ب138 عربة وكل عربة تحوي عل 06 مقاعد وهو يستطيع نقل 900 شخص خلال ساعة زمن واحدة وهو الأمر الذي ساعد على فك الخناق الحاصل على محور الطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة بن علي ومنطقة الشريعة حيث يعرف هذا الطريق عند كل موسم تساقط اكتظاظا كبيرا مما ينجر عن ذلك حوادث مرور خطيرة تكون مميتة في اغلبها نتيجة كثرة المنعرجات وهذا ما تجنبه المصعد الهوائي· وما يثير انتباه الزائر الصاعد باتجاه مدينة الشريعة هو وجود بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية القليلة على جانبي الطريق، حيث نجد بعض شباب المنطقة اقتطاع أمكنة على قارعة الطريق لعرض بعض المنتجات الاستهلاكية المحلية كخبز الدار بأنواعه وبعض الفواكه المجففة أو المكسرات وزيت الزيتون والعسل والبيض ورزم من بعض النباتات الطبية التي تلتقط من غابات الشريعة، كما يعتمد البعض الأخر على بيع آلات التصوير الجاهزة، حيث يستغل هؤلاء الشباب فرصة توافد زوار من أماكن بعيدة على الشريعة ليوفروا لهم وسيلة تمكنهم من تسجيل ذكريات لهم في هذه المنطقة، ويجد هذا العرض قبولا واسعا لدى السياح الذين لم تمنعهم برودة الطقس من التوافد على جبال الشريعة للاستمتاع بمناظرها الخلابة·