قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي في المؤتمر الفقهي الرابع للمؤسسات المالية المقام في الكويت إن العالم يعيش اليوم في تناقض غريب إما في علم وتقدم وحضارة ولكن دون الالتزام بالعقيدة والقيم السامية كما هو العالم الغربي وإما في جهل وتخلف وان وُجدت العقيدة والقيم· وأوضح القره داغي أن العالم يحتاج إلى إعادة النظر في مسيرة الصناعة المصرفية الإسلامية التي تمتد لنحو 40 عاما (لنعالج ما فيها من قصور ولنتطلع إلى ما هو أفضل وأحسن)· ودعا الكويت إلى إنشاء مراكز للبحث والدراسات الخاصة بالمنتجات الاقتصادية في مجال الصيرفة والتكافل وأن يتم تمويلها عبر البنوك الإسلامية وفتح جامعات ومعاهد للاقتصاد الإسلامي والسعي للتقليل من الفتاوى المضطربة لاسيما بين الهيئات الشرعية· كما دعا القره داغي إلى إنشاء صندوق تكافلي خاص بالضمان لحالات التعثر في الديون والتحوط ولحالات شراء الصكوك بالقيمة الاسمية للمساعدة في التقليل من المخالفات الشرعية الخاصة بالضمان والصكوك والديون والتحوط· من جانبه قال ممثل المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الشيخ العياش فداد إن الصناعة المالية الإسلامية اتسعت وعظمت مؤسساتها، حيث بلغت نيفا وخمسمئة مؤسسة تشكل المصارف الإسلامية ما يزيد على 41 في المئة منها والاجتهاد الفردي فيها ينبغي أن يتراجع لصالح الجماعي المؤسسي· ودعا إلى التزام أعضاء الهيئات والرقابة الشرعية بقرارات المجامع الفقهية والمعايير الشرعية والعناية بتأهيل الشباب وإعدادهم وتدريبهم لاستلام راية سلامة تطبيق أحكام الشريعة في المعاملات المالية· ودعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة تذليل كافة الصعوبات التي تعترض الصناعة المصرفية الإسلامية من أجل تأصيل قدراتها في إدارة المال رغم قصر عمرها حتى غدت محط الأنظار محليا وإسلاميا وعالميا· يذكر أن المؤتمر الفقهي الرابع للمؤسسات المالية الإسلامية تستضيفه دولة الكويت على مدار يومين ويصاحبه دورتان تدريبتان وهما الهندسة المالية في المؤسسات المالية الإسلامية والأساليب الحديثة للتمويلات الشرعية ذات العوائد المتبادلة· كما يبحث المؤتمر على مدار اليومين في أحكام تكوين المخصصات في المؤسسات المالية الإسلامية وأثرها على توزيع الأرباح وحق الانتفاع العقاري وتجديد الوكالات الاستثمارية وبدائله الشرعية في معاملات المصارف الإسلامية المعاصرة·