تمكّنت مصالح الأمن بالعاصمة من وضع يدها على شبكة خطيرة احترفت التزوير واستعمال المزوّر، خاصّة فيما يتعلّق بالبطاقات الرّمادية وشهادات التعليم العالي ومقرّرات الاستفادة من السكنات، ليتبيّن أن شرطيا ومديرا ولائيا سابقا بمؤسسة وطنية كبيرة ضمن هذه الشبكة الخطيرة· الشرطي تابع لأمن دائرة حسين داي، وقد كان ينشط مع 03 مقاولين من بينهم المدير الولائي الأسبق لشركة هامّة، برعوا في تزوير المطبوعات العمومية والقضائية وحتى المستخرجات المدنية شائعة الاستعمال· تفاصيل القضية تعود إلى تاريخ 13 نوفمبر من سنة 2010، حينما تمكّنت مصالح الأمن لفرقة أمن (سيدي امحمد) من تتبّع أثار العصابة بشارع العربي بن مهيدي بعد معلومات وردت إليها، حيث تمّ توقيف سيّارة مشبوهة تابعة لمقاول، وبعد تفتيشه تمّ العثور لديه على بطاقتين للتعريف الوطنية تحملان صورته، ما استدعى تفتيش السيّارة وإلقاء القبض عليه، حيث عثر لديه أيضا على سجِّلات تجارية مزوّرة· وبعد تحديد هويته الحقيقية تبيّن أن المتّهم محلّ بحث منذ عدّة سنوات، حيث سبق وأن صدرت في حقّه ثمانية أوامر بالقبض، ومن أجل التهرّب من الشرطة كان يقوم في كلّ مرّة بشراء بطاقة تعريف مزوّرة من أجل المبيت في الفنادق· وأكّد المتّهم أثناء التحقيق معه أنه تحصّل على بطاقات الهوية المزوّرة من شرطي يعمل في حسين داي، فألقي القبض على هذا الأخير الذي عثر بحوزته على خمسة نماذج للتصريح بضياع مختومة بختم خاص بأمن المقاطعة الإدارية ورخص لاستخراج الإسمنت· كما عثر في الكمبيوتر المحمول الخاص بالشرطي على مطبوعات قضائية وضريبية وإدارية، إلى جانب نماذج لرخص السياقة والبطاقات الرّمادية وشهادات مؤقّتة خاصّة بالتعليم العالي وجداول ضريبية، بالإضافة إلى 80 ملفا مزوّرا يخصّ الصفقات العمومية. وقد قامت العصابة بالنّصب والاحتيال على عدد كبير من المواطنين بعد إيهامهم بمنحهم قرارات استفادة من مشروع 100 مسكن في عين البنيان، والذي تبين فيما بعد أنه وهمي، كما قام المدير الولائي الأسبق ل (سونلغاز) بالنّصب على مصنع الإسمنت بمفتاح بعد ضبط بحوزته ختم مزوّر للمدير العام· وسيواجه المتّهمون الذين أحيلوا على محكمة الجنايات تهمة تكوين جماعة أشرار، تقليد وثائق ومطبوعات عمومية وقضائية، تقليد أختام الدولة التزوير واستعمال المزوّر، النّصب والاحتيال واستعمال هوية الغير·