نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في إحدى جرائم القتل العمدي التي اقترفها بنّاء في حقّ زميله بعدما رفض أن يسدّد له مبلغ 17 ألف دج كان قد أعاره له، ما جعل الجاني يفقد أعصابه ويوجّه للضحّية عدّة طعنات قاتلة على مستوى القلب بخنجر في شقّة في طور الإنجاز على مستوى تعاونية الضيافة ببني مسوس. وقائع القضية تعود إلى شهر سبتمبر الفارط، في حدود الساعة العاشرة ليلا أين تلقّت مصالح أمن المقاطعة الغربية للشرطة القضائية نداء من مصلحة الاستعجالات بمستشفى بني مسوس مفاده حدوث وفاة شخص تعرّض لعدّة طعنات في القلب بواسطة سكّين، حيث تنقّلت مصالح الأمن فور ذلك وفتحت تحقيقا في القضية تمّ بموجبه واستنادا إلى شهادة شخصين حضرا وقائع الاعتداء ونقلا الضحّية إلى المستشفى التوصّل إلى الجاني الذي كان رفيق الضحّية وزميله في العمل. المتّهم وأثناء اقتياده من طرف مصالح الأمن صرّح بأنه دخل في شجار مع الضحّية بسبب مبلغ مليون و700 ألف سنتيم، وكذا آلة »ڤرماطة« الخاصّة بالبناء، حيث دخلا أوّلا في مشادّات كلامية انتهت بفضّ النّزاع بينهما من طرف شخصين كانا معهما في الشقّة وهما الآخران من عمّال الورشة. حيث تمّ اقتياد المتّهم إلى خارج الشقّة والعمارة بعد أن رافقه أحد الشاهدين للتخفيف من نوبة غضبه، غير أنه عاود الصعود إلى العمارة متوجّها نحو الضحّية، حيث قام هذا الأخير بضربه برأسه على مستوى الفم. ليقوم بعدها المتّهم بإشهار سكّين كان قد أحضره من سيّارته وغرسه في جسد الضحّية أربع مرّات، إحداهما أحدثت له جرحا بعمق 6 سنتيمترات. هذه التصريحات عدل عنها المتّهم أثناء سماعه من طرف قاضي الجلسة خلال مثوله أمام العدالة لمواجهة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، حيث أكّد أنه صعد ثانية إلى الشقّة كي يحضر أدواته، وأنه لم ينو قتله، وهو الأمر الذي واجهه القاضي سائلا إيّاه عن سبب إحضاره للسكّين مادام لم يقصد قتل الضحّية، فصرّح بأنه لم يحضره من السيّارة بل وجده ملقى على الأرض، كما أنه سكّين خاصّ بتقشير البطاطا. وأضاف المتّهم أنه كان في حالة دفاع عن نفسه بعد أن باغته الضحّية بخنقه من الخلف، حيث أغمي عليه ووقع أرضا، وأنه لم يجد وسيلة للدفاع عن نفسه سوى قيامه بأخذ السكّين الذي كان ملقى على الأرض ليقوم بغرسه في جسد الضحّية، وأنه كان في اشتباك بدني مع الضحّية، وهو الأمر الذي فنّده أحد الشهود الذي صرّح بأنه سمع صراخ الضحّية وهو حاميا وجهه بيديه بينما كان المتّهم يوجّه طعنة له على مستوى الصدر. ممثّل الحقّ العام من جهته أكّد خلال مرافعته أن المتّهم جاء بسيناريو جديد لتضليل العدالة وهو ادّعاؤه بأنه كان في حالة دفاع عن نفسه، بالإضافة إلى أنه طعنه بسكّين خاصّ بتقشير البطاطا، حيث علّق بأنه من غير المنطقي أن يسبّب سكّين بطاطا في إصابة بعمق 6 سنتيمترات ليلتمس تسليط عقوبة الإعدام عليه، إلاّ أن الدفاع حاول التشبّث خلال مرافعته بإفادة المتّهم بأقصى ظروف التخفيف كونه لم ينو القتل وإنما انصاع لثورة غضبه فقط. لتقرّر المحكمة الجنائية إدانة المتّهم ب 20 سنة سجنا نافذا.