حققت ولاية بجاية خلال سنة 2011 بدلائل ملموسة تحسنا ملحوظا في عدة مجالات والتي لها ارتباط وثيق بالتنمية المحلية على مستوى أغلبية بلديات الولاية، وهو ما أدى إلى تحسن الإطار المعيشي للمواطنين، وتراجع حملات الاحتجاجات المتكررة هنا وهناك وفي العديد من مناطق الولاية، وأغلبيتها كانت تتعلق بمعاناة المواطنين جراء النقائص المسجلة في العديد من الميادين، وأهمها الطرقات، ماء الشرب والتهيئة الحضرية·· وكانت سنة 2011 سنة للإقلاع التنموي في بجاية، بعد أن سخرت السلطات العمومية كل إمكانيات الدولة قصد تحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن بالدرجة الأولى، وهو ما انعكس إيجابا على حياة السكان الذين استجابوا بكل طواعية وتلقائية وساهموا في الحفاظ على هذا المكسب الكبير· تحسين الإطار المعيشي في واجهة الاهتمامات وركزت المشاريع المنجزة خلال السنة التي تشارف على نهايتها، بشكل كبير على الجبهة الداخلية، وتحسين الإطار المعيشي والمتمثلة في فتح مصالح المستشفى الجامعي في كل من مستشفى خليل عمران وفرانز فانون، وتدعيمها بالإطارات العالية من مستوى أساتذة في الطب الذين يتابعون علاج المرضى في بعض الحالات المستعصية والتي تتطلب كفاءة وخبرة في الميدان، والقطاع الاستراتيجي التالي هو قطاع التعليم العالي الذي استفاد هو الآخر بعدة مشاريع هامة من المنتظر أن تفتح آفاق واعدة للطلبة، منها إنجاز إقامة جامعية بالقصر ذات طاقة استيعاب ب 200 سرير، إلى جانب وضع حجر الأساس لبناء معهد العلوم الاقتصادية بذات البلدية، ونفس الشيء تم وضع حجر الأساس لإنجاز معهد العلوم القانونية ببلدية أميزور، إضافة إلى فتح العديد من المنشآت والمرافق الجامعية بجامعة تارقة أوزمور الواقعة بمدينة بجاية· أما في قطاع الأشغال العمومية فإن العديد من المشاريع قد تم تجسيدها وهي قيد الاستعمال من قبل المواطنين منها الممر الأرضي الواقع بحي إحدادن، الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي بجاية وجيجل، الطريق المزدوج الرابط بين بلديتي سوق الاثنين وملبو، إضافة إلى طرق ولائية وبلدية، قضت نهائيا على معاناة سكان تلك المناطق· في حين أن قطاع السكن هو الآخر حقق نتائج إيجابية نتيجة المجهودات المبذولة من قبل المصالح المعنية، مما جعل حظية السكن في تطور مستمر وللخوص دورا بارزا في مجال السكن الترقوي، وفي ذات الوقت فإن السكنات ذات الصيغة الاجتماعية هي الأخرى وجدت طريقها إلى التجسيد، وهو ما جعل السلطات المحلية تتولى عمليات التوزيع على المستفيدين في كل من القصر 85 سكنا، سوق الاثنين 120 سكن، بلدية بجاية 507 وحدة سكنية في إنتظار 200 وحدة أخرى في كل من سيدي علي البحر، تالة مرجى وغيرها من المناطق والبلديات· وهناك مشاريع قيد الدراسة والإنجاز وأهمها بناء مدينة جديدة بسيدي بودراهم التي تبعد فقط ب 4 كلم عن مقر الولاية، أما قطاع الزراعة هو الآخر لقي إهتماما كبيرا من لدن الدولة، حيث قدمت مصالح مديرية الفلاحة العديد من المساهمات للفلاحين قصد تطوير منتوجهم من جهة وتحسين نوعية الإنتاج من جهة أخرى، كما تم استيراد 400 بقرة حلوب وتم توزيعها على الفلاحين، بغية تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الحليب المستوردة من الخارج وبالعملة الصعبة، ويبدو أن النتائج المقدمة من الجهة الوصية تؤكد نجاعة الإجراءات التي اتخذتها الدولة حيال هذا القطاع الهام، منها فتح مسالك جديدة، توفير العتاد الفلاحي، تقديم القروض الملائمة بدون فوائد، تشجيع الشباب على الاهتمام ببعض النشاطات كتربية النحل وغيرها· تنوع في المنتوج الفلاحي·· ورغم النسبة القليلة من الأمطار التي تساقطت على المنطقة، إلا أن الأسواق الداخلية شهدت تنوعا في المنتوج الفلاحي واكتفاء ذاتي، وتبقى يد الدولة ممدودة لكل الفلاحين الراغبين في تطوير نشاطهم الفلاحي. وفي سياق المنجزات فإن قطاع التربية بولاية بجاية لم يشهد حركات احتجاجية بسبب الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية بإيعاز من الدولة والتي تهدف إلى معالجة الأوضاع الاجتماعية لعمال القطاع عدا ملف الخدمات الاجتماعية الذي يوجد قيد المعالجة· ويبقى فقط عمال الأسلاك المشتركة، الذين يحاولون من حين لآخر الاحتجاج قصد المطالبة برفع رواتبهم الشهرية التي وصفوها بغير الكافية، نظرا لغلاء المعيشة، وقد تدعم قطاع التربية بالعديد من المرافق التربوية والمنشآت الرياضية والتي من شأنها أن تحسن الظروف المناسبة للتلاميذ والمتمدرسين في كل الأطوار بما فيهم الثانوي، حيث تم توفير النقل المدرسي بنسبة 75 بالمائة ووجبات الإطعام - المطاعم المدرسية - بنسبة 85 بالمائة، والمجهودات المبذولة تهدف إلى تحقيق نسبة 100 بالمائة في غضون السنوات الثلاثة القادمة، على ضوء المعطيات الميدانية التي بحوزة مديرية التربية وكافة المؤسسات المرتبطة بهذا القطاع· أما عن قطاع الري والمياه، فإن الولاية منذ أن استفادت بسد تيشحاف والذي دخل حيز الاستغلال منذ سنة 2010 قد ساهم في القضاء على أزمة المياه الصالحة للشرب بنسبة 70 بالمائة، والعمل يجري حاليا للقضاء على الأزمة بصورة نهائية قبل سنة 2014، وللإشارة فإن الجزائرية للمياه قد لجأت إلى تجديد شبكة قنوات الماء داخل المدن وذلك سعيا منها للقضاء على التسرب الذي يمتص حوالي 35 بالمائة من المخزون المائي· حرب على الجريمة·· وأحلام البجاويين وبخصوص قطاع الأمن، فإن هذا الأخير حقق فعليا نتائج باهرة من خلال سعيه للقضاء على مختلف الجرائم والجرائم المنظمة، حيث تم حصر جميع الأعمال والاعتداءات ومحاولات اللصوصية بصورة كبيرة جدا، وأعين رجال الأمن ساهرة على مدار 24 ساعة وهناك دوريات ليلا ونهارا، وبفضل ذلك يتنعم المواطن البجاوي وفي كل المناطق بالأمن عدا هناك محاولات يائسة للسرقة أبطالها شباب يعاني من البطالة مثل سرقة المنازل والسيارات، لكنها محدودة جدا مثل بلدية القصر، أقبو وتازمالت، هي مناطق معروفة لكن تحسن أوضاعها بشكل إيجابي جدا، أما من حيث النقائص فإن قطاع السياحة لا يزال يراوح مكانه، والإدارة تئن تحت وطأة البيروقراطية وسوء التسيير، وقطاع الصيد البحري هو الآخر يعاني من غياب الثروة السمكية، رغم توفر العتاد المناسب، كما أن قطاع النقل في حاجة ماسة إلى مخطط نقل جديد، وأيضا تدعيمه بالمركبات الجديدة التي توفر الراحة للمسافر، وهناك مشاكل في بعض الخطوط لكنها مقبولة نوعا ما· ويبقى حلم البجاويين هو تحويل مطار عبان رمضان إلى مطار دولي، وإنجاز الترامواي والتليفيريك الذي يربط مدينة بجاية بقمة يما قورايا، على كلٍ فإن الدولة سخرت أموالا باهظة من أجل إنعاش التنمية المحلية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن وهذا ما تبينه مختلف الأغلفة المالية المخصصة لكل قطاع والتي تفوق الملايير من الدينارات، كما أن البلديات كانت لها حصتها من الأغلفة المالية العادية والتكميلية والإضافية التي قدمتها خزينة الولاية في إطار صندوق دعم التنمية المحلية، لكن على الجميع أن يفهم أن المساهمة في إنعاش وتيرة التنمية المحلية هي مسؤولية الجميع ولعل سنة 2012 تكون أفضل وأحسن·