يتخبط سكان أغلب الأحياء ببلدية بوزغاية الواقعة شمال ولاية الشلف في العديد من المشاكل والنقائص، حولت حياتهم إلى معاناة وصراع دائمين، مع غياب أدنى شروط الحياة الكريمة والعادية. وفي هذا السياق يطالب السكان بحقهم في المشاريع التنموية سيما ما يتعلق بالمرافق الترفيهية والثقافية والرياضية التي تكاد تكون منعدمة بالبلدية، كما ألقوا باللوم على السلطات المحلية التي حسبهم كانت وراء معاناتهم مع التخلف والعزلة والتهميش، لسنوات طويلة كونهم لا يعيرون لانشغالات ومشاكل سكان المنطقة الاهتمام المطلوب، وكأن هؤلاء خارج اهتماماتهم. أوضاع البلدية المذكورة، لم تعرف أي جديد سوى الزيادة في عدد المقاهي التي حطمت الرقم القياسي في إنجازها لدرجة أن البعض أطلق عليها اسم »بوزغاية المقاهي« إضافة إلى تعبيد الطريق الرئيسي كونه ملتقى الطرق الأربعة وكذا باعتباره ممرا للسلطات لا غير أما باقي الأحياء والمسالك الداخلية فحدث ولاحرج. أشكال التهميش والتخلف بالبلدية، تظهر جلية للزائر والمقيم على حد سواء من خلال الطرقات والأرصفة المتهرئة والترابية في مجملها، فباستثناء الطريق الرئيسي الرابط بين مدخل البلدية ومخرجها باتجاه عاصمة الولاية الذي عرف كما سبق ذكره عملية التزفيت، فإن أكثر من 90 بالمائة من مسالك وشوارع البلدية تغطيها الأتربة والأوحال وتكثر بها المرتفعات والمنخفضات والحفر والمطبات إلى درجة تطبع في الأذهان أن البلدية عبارة بقعة نائية وليست بلدية حسبما صرح به سكان المنطقة أنفسهم. ويتكرر مشهد الأتربة في العديد من الأحياء كحي العطاطفة، وحي حميس القديم وحي الوزين، و200 مسكن، طريق شار، وبغدورة، بوشيطان وحي الصامت وبكل المجمعات السكنية المكونة من العمارات التي لم تسلم من زحف الأتربة والأوحال خلال موسم الشتاء الذي يقول عنه السكان أنه بات يشكل نقمة حقيقية بالنسبة إليهم بالنظر إلى حال الطرقات المكونة من برك وبحيرات من المياه المتوحلة وصعوبة التنقل سواء للأفراد وحتى السيارات فضلا عما تعرفه المنطقة خلال فصل الصيف يضيف هؤلاء من زوابع ترابية وغبار متطاير طيلة موسم الحرارة، ما يتسبب في الكثير من الأمراض والأزمات الصحية خاصة بالنسبة لمرضى الربو وهو ما يعانيه يقول السيد »ح. معمر« أحد سكان العمارات وهو »مصاب »بالربو« فضلا عما تسببه الأتربة من معاناة لأمثاله وكذا لربات البيوت. سكان البلدية البالغ تعدادهم أكثر من 32 ألف نسمة، يصفون بلديتهم المتربعة على مساحة تقدر ب133،01 كلم2 بمستنقع الخراب لما عرفته خلال السنوات الأخيرة طرقاتها من حفر وتقليب خلال عمليات توصيل غاز المدينة ووصل المنازل بمادة الماء الشروب التي غابت عن الحنفيات في أكثر من ثلثي أحياء البلدية لعشريتين متتاليتين ولما استبشر السكان خيرا باستفادتهم من هاتين المادتين الضروريتين تفاجؤوا بترك الطرقات على حالها وكأنها ورشة حديثة لتتزايد بذلك معاناتهم مع الأوحال والأتربة، يقول السكان وتتواصل على الجانب الآخر معاناتهم مع مادة الماء الشروب التي يتزودون بها مرة واحدة كل 04 أو خمسة أيام. من جهة أخرى تغرق الأحياء المذكورة وغيرها من الأحياء الموزعة عبر تراب البلدية في ظلام دامس بمجرد حلول الساعات الأولى من الليل ما يفرض على السكان المكوث في البيوت ويبعث لديهم هواجس الخوف والرعب من الاعتداءات المتنامية مؤخرا ما أقلق راحتهم وزاد من استيائهم، ويتساءل السكان لماذا هذا التهميش الممارس والمفروض على بلديتهم عكس البلديات المجاورة التي عرفت تغيرات جذرية ونالت مشاريع معتبرة غيرت به محيطها قلبا وقالبا، وأضاف أحد السكان إلى متى تخرج البلدية من قوقعة العزلة والنسيان والتخلف؟ ومتى تتحقق انشغالاتهم؟ وحسب هؤلاء السكان فإنهم رفعوا مطالبهم وانشغالاتهم إلى الوالي في العديد من المرات بعدما عجزوا عن حمل رئيس البلدية على التكفل بأوضاعهم المتواصلة منذ أكثر من 40 سنة، وفي هذا الصدد يتساءل السكان عن مصير المبالغ المالية والمشاريع التي خصصت لتهيئة أحياء ومجمعات سكنية من قبل الولاية في السنوات الأخيرة. وتتحالف هذه الأوضاع مع الغياب التام لكل البرامج الإنمائية التي من شأنها أن تفتح مجالا للتشغيل وامتصاص البطالة في صفوف شباب البلدية الضائع بين انعدام فرص العمل وغياب وسائل الترفيه كالملاعب الجوارية والقاعات الرياضية وحتى المقاهي الإلكترونية. من جهتها تقول بعض المصادر من البلدية أن مصالح هذه الأخيرة قامت بالعديد من الدراسات التقنية قصد التهيئة وتحسين أوضاع المجمعات السكنية والأحياء وحددت لها المبالغ التقديرية بغية التكفل بالمدينة وانشغالاتها غير أنها تبقى في انتظار برامج التهيئة والإنماء المسطرين من طرف الجهات العليا أقلها من قبل السلطات الولائية بالمنطقة، وعبر صفحاتنا رفع بعض شباب المنطقة نداءهم للسلطات العليا وعلى رأسها الوالي للتعجيل بإنجاز قاعات رياضية وملعب جواري حتى يتسنى لهم الترفيه والتنفس كباقي الشباب الجزائريين وتوفير مناصب شغل لانتشالهم من البطالة القاتلة بدل التسكع في الشوارع وتفاديا من الوقوع في آفات الانحراف والسرقة.