دهش أغلب المواطنين للارتفاع الصاروخي الذي مس أسعار الخضر والفواكه عبر كامل أسواق العاصمة لاسيما الطماطم التي ما إن عرفت انخفاضا حتى عادت بسرعة إلى سابق عهدها مرة أخرى بحيث مسها الارتفاع ووصلت إلى حدود 110 دينار للكيلوغرام، إلى جانب الكوسة التي وصلت إلى 150 دينار أما الفاصولياء الخضراء فحطمت الرقم القياسي بوصولها إلى 200 دينار، وعلى العموم الارتفاع مس أغلب السلع ذات الاستهلاك الواسع مما أجبر المواطنين على العودة إلى الحبوب كونها الطريق السهل الذي يقيهم من نار الأسعار على الرغم من التهاطل الكبير للأمطار في هذه السنة· نسيمة خباجة لم يعد المواطنون يسلمون من نار الأسعار التي باتت تطل عليهم من وقت لآخر حتى خارج المناسبات، أو أن احتفاء البعض بالسنة الميلادية أثر على التجار بحيث هبوا إلى الرفع من الأسعار في هذه الأيام الأخيرة لاسيما بالنسبة للسلع الاستهلاكية على غرار الطماطم التي وصلت إلى حدود 110 دينار للكيلوغرام الواحد، أما الرديئة منها التي تميل إلى الاخضرار فاستقرت على سعر 90 دينارا، الفلفل بنوعيه ارتفع إلى 100 و140 دينار الباذنجان ب80 دينارا، الكوسة ب140 و150 دينار، السلطة ب80 دينارا البصل 40 دينارا، وحطمت الفاصولياء الخضراء كل المقاييس بارتفاعها إلى 200 دينار بالأسواق الشعبية، أما المقاطعات الراقية فوفرتها محلاتها ب250 دينار، وسلمت من ذلك الارتفاع تلك الخضر الموسمية التي لا يكثر عليها الإقبال نوعا ما على غرار البسباس الذي نزل إلى 25 و30 دينارا وكذلك اللفت التي نزلت إلى 30 دينارا لتستقر البطاطا كمادة أساسية بسعر 45 دينارا أما الفول فعرض بسعر 80 دينارا لتصل الجلبانة إلى 140 دينار· وفعلا الزائر للأسواق يلاحظ عدم استقرار أسعار الخضر وعرضها بأسعار لا تلاءم الطبقة المتوسطة وتفوق قدرتها الشرائية، ما لاحظناه على مستوى بئر خادم بالعاصمة أين كانت لنا جولة نهاية الأسبوع الماضي ما سجلناه هو ارتفاع الأسعار على مستواه على الرغم من أنه سوق شعبي عرف بالتوافد الكبير عليه من طرف المواطنين بالنظر إلى معقولية أسعاره إلا أن وتيرة الارتفاع مست طاولاته هو الآخر· بعض المواطنين الذين اقتربنا منهم من أجل رصد آرائهم حول وتيرة الأسعار بينوا غيظهم واستياءهم من نار الأسعار، ما قاله أحد الزبائن (بتنا نكتوي بنار الأسعار ونحتار فيما نأكله وأطفالنا في ظل الارتفاع الذي تشهده بعض السلع واسعة الاستهلاك على غرار الطماطم التي تمر فترة وجيزة عن انخفاض أسعارها ونصطدم بذلك الارتفاع المفاجئ، وحتى البطاطا وصلت إلى حدود 50 دينارا على الرغم من أننا في آونة تعرف وفرة المنتوج، لكن العكس هو الحاصل ولم تعد في متناولنا إلا بعض الخضر الكمالية كالجزر واللفت البسباس وهي السلع لتي لا تعرف إقبالا كبيرا· أما السيدة فطيمة فقالت إن حتى الحبوب التي كنا نفر إليها استكبرت علينا بعد اللهيب الذي عرفته هي الأخرى، بحيث وصلت الفاصولياء الجافة والعدس إلى 190 دينار للكيلوغرام بعد أن اغتنم التجار فصل الشتاء وكثرة الطلب على البقوليات من أجل الربح وتوسيع مداخيلهم· فيما لم تستثن الفواكه الموسمية من الارتفاع، فالبرتقال لم ينزل عن 100دينار والماندرين عن 120 دينار ليرتفع التفاح إلى 160 دينار والموز إلى 130 دينار، وإذا اعتاد المواطن على الارتفاع الذي يمس الفواكه في كامل فصول السنة فإنه لا يحتمل الارتفاع الذي مس مواد أساسية، خاصة وأن فصل الشتاء يتطلب بطبيعته التزود بأطباق ساخنة تملأها الخضر المتنوعة وهي التي ليس بوسع المواطنين توفيرها في ظل الارتفاع الذي تشهده الأسعار في هذه الفترة·