* حكومة "ملتحية" لأوّل مرّة في تاريخ المغرب تفاجأ ملايين المشاهدين عبر مختلف الأقطار العربية بمشهد وزراء الحكومة الجديدة في المغرب، وأغلبهم ينتمون إلى تيّار الإخوان المسلمين ممثّلا في حزب العدالة والتنمية، وهم يركعون تباعا لملكهم محمد السادس الذي بدا سعيدا وهو يتابع (تمسّك) وزرائه الجدد في أوّل (حكومة ملتحية) في تاريخ المغرب بالتقاليد البالية التي تُجبر المسؤولين وغيرهم على تقبيل يد الملك (الطاهرة) والرّكوع له في مشهد لا يعكس تبجيل (أمير المؤمنين) بقدر ما يعكس الحرص على إرضائه ولو برفعه إلى مقام (فوق البشر) حتى لا نقول شيئا آخر· شهدت المغرب يوم الثلاثاء ميلاد أوّل حكومة (ملتحية) في تاريخ المملكة، لكن مفاجأة الجماهير العريضة التي تابعة مراسيم استقبال وزراء الحكومة في قصر السادس كانت كبيرة حين شوهد الوزراء يمارسون طقوس (الرّكوع) للملك قبل تقبيل كتفه وابنه، وفي بعض الأحيان تقبيل أو محاولة تقبيل يده· وحاول بعض الوزراء المنتسبين إلى حزب العدالة والتنمية الذي حقّق فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية الأخيرة تفادي الظهور بمظهر الرّاكع للملك، لكن تكرار طقس كلّ وزير ثلاث مرّات على امتدادا البساط الطويل جعلتهم يقعون في (المحظور) رغم محاولة بعضهم الاكتفاءة بإيماءة خفيفة بالرّأس· وتفادت الصحف المغربية الصادرة يوم الأربعاء الخوض في تفاصيل (الرّكوع الإخواني) ل (جلالة الملك) وركّزت حديثها على ميلاد الحكومة التي تمّ تنصيبها يوم الثلاثاء بعد مشاورات ومفاوضات ومناورات وتحفّظات دامت 34 يوما، لتولد أخيرا ولأوّل مرّة في تاريخ المغرب الحديث (الحكومة الملتحية) التي يقودها حزب العدالة والتنمية ويرأسها عبد الإله بن كيران الأمين العام للحزب الإسلامي·