عاش المسافرون عبر قطار العفرون _الجزائر، حالة من الرعب والهلع والخوف، نتيجة للتوقف المفاجئ للقطار الذي كان متوجها إلى الجزائر، بعدما تحرك بأمتار قليلة من محطة جسر قسنطينة، والسبب يعود حسب بعض الركاب الذين كانوا على متنه إلى تمزق الكابل الكهربائي، وهو ما جعلهم محتجزين داخل القطار لمدة طويلة، خاصة أنهم في بادئ الأمر لم يعلموا سبب هذا التوقف المفاجئ والمخيف، حيث لم يتمكنوا من الخروج من هذا القطار الذي كاد يودي بحياتهم، ونشر بينهم الخوف والفزع، خاصة بين النساء والأطفال الصغار، وهو ما تسبب أيضا في فوضى عارمة نتيجة لخوف الركاب وبحثهم عن سبل للنزول منه، إلا بعد أن تفطن أحد الشباب إلى المقبض اليدوي الذي يمكن استعماله في حالة خطيرة كهذه، حيث قام بتكسير اللوح البلاستيكي الذي يحتوي على المقبض اليدوي، وهو ما جعل أبواب القطار تنفتح كلها في لحظة واحدة، وعليه سارع الركاب إلى النزول منه قبل حدوث شيء آخر· وعن السبب الذي أدى إلى تمزق الكابل الكهربائي، يقول أحد المواطنين الذين عايشوا تلك اللحظة المرعبة، قال بأن السبب راجع إلى الاكتظاظ الكبير داخل القطار، الذي لم يستطع تحمل ذلك العدد الهائل للمسافرين، وهو الأمر الذي أدى إلى تمزق الكابل الكهربائي، فالقطار يبدأ رحلته من العفرون ويمر عبر العديد من المحطات، وكلها محطات معروفة بالكثافة السكانية العالية، على غرار بئر توتة وبابا علي وعين النعجة، وهو ما يجعل نسبة الإقبال عليه من طرف المواطنين عالية، خاصة أنهم وجدوا التنقل عبره أسهل وأسرع من وسائل النقل الأخرى، فحسب محدثنا فإن هذا الحادث كان نتيجة حتمية انتظرها المسافرون منذ مدة خصوصا وأن السلطات المعنية لم تحرك ساكنا للنظر في المشاكل العديدة التي يعاني منها ركاب الضاحية الغربية الذين لم يتوانو لحظة في رفع شكواهم إلى المسؤولين، خصوصا بعد عمليات الترحيل الأخيرة التي أدت إلى عدة مشاكل كالاكتظاظ وتأخر القطارات عن مواعيدها وغيرها من المشاكل التي يعاني منها مسافرو الضاحية الغربية، غير أن سياسة اللامبالاة التي عوملوا بها أدت إلى هذا الحادث البسيط، ليعقب أنه لو لا ستر الله عز وجل لكانت النتيجة أسوا بكثير، ولو يستمر السكوت عن الأمر فمن المؤكد وقوع حوادث أخرى أخطر بكثير عندها لا ينفع إلا الندم· سيد آخر قال بأن هذا الحادث جعله يعيش رعبا حقيقيا، كما أنه ساهم في وصول المواطنين متأخرين إلى مواعيدهم نظرا لتوقفه في مكان بعيد عن محطة الحافلات، وبعيدا عن المحطة التالية للقطار (محطة الحراش) التي تمكنهم من استقلال القطار القادم من الثنية باتجاه الجزائر، وهو الأمر الذي أجبرهم على المشي سواء إلى محطة الحافلات بجسر قسنطينة، أو المشي عبر خط السكة الحديدية للوصول إلى محطة الحراش، ليضيف أن هذا الحادث جعله يعيد التفكير في قرار استعماله للقطار، خاصة أنه لا يريد أن يعيش مثل هذا الحادث مجددا، لأنه يعاني من ضغط الدم، ولا يتحمل مثل هذه العوامل المخيفة التي يمكن أن تساهم في رفع ضغط دمه، ليناشد مؤسسة النقل للسكك الحديدية، أن تعمل على حل هذه المشاكل التي يتخبط فيها المسافرون عبر هذا الخط، خاصة أن أغلب المواطنين لا يستطيعون الاستغناء عن القطار لأنه يمكنهم من الوصول إلى أعمالهم في الوقت المحدد، ويوفر عليهم عناء التنقل عبر الحافلات· هذا الحادث كاد يؤدي إلى ما هو أخطر من توقفه اضطراريا، ولو يستمر سكوت المسؤولين عن الأمر، فيمكننا انتظار حوادث أخرى يمكن أن تكون أخطر من هذا بكثير